تذمر عدد من سكان حي أبا السعود بمنطقة نجران، من رداءة الخدمات وتهالك وسوء الشوارع التي تنتشر فيها الحفر وتتناثر على جوانبها الأسواق العشوائية. وأكدوا أن الحي يُعتبر من أقدم الأحياء السكنية وقلب نجران النابض والإرث التاريخي على امتداد الزمان والمكان، لأنه يضم قصر الإمارة التاريخي وأقدم مدرسة في المنطقة وجميع الأسواق الشعبية «التمور، الحبوب، الحراج»، وكذلك المهن الحرفية بأنواعها، مشيرين إلى أن ذلك لم يشفع له بإزالة ما وصفوه بالوهن الذي يُعاني منه. وقال المواطن عبدالله المحامض ل»الشرق»، إن الحي يعاني عشوائية الأماكن وتهالك السفلتة في الشوارع، مضيفا إن سوءها وكثرة حفرياتها أضرت بالسيارات وجعلت المواطنين زبائن دائمين لمحلات الصيانة. ووصف الحي بأنه تم نسيانه منذُ 15 عاما رغم الوعود التي أُطلقت سابقاً ولم يتغير بموجبها شيء نتيجة غياب التخطيط السليم، إضافةً إلى الحفريات التي تقوم بها الإدارات المختلفة دون تنسيق مُسبق ما أدى إلى تشويه جماليات الشارع ومنظر الحي. أما محمد سدران، فأوضح أن الحي يُعاني الأمرّين من تهالك ورداءة السفلتة، إضافةً إلى الأسواق الشعبية العشوائية التي تقطن أماكن مُهمة في قلب الحي التاريخي، مشيرا إلى انتشار البسطات على أرصفة الشارع وأسواق الخردة التي تُعيق حركة المرور. وذكر أن الشوارع تفتقد الموازنة السليمة وأصبحت مرتعاً خصباً للمستنقعات عند هطول الأمطار، مطالباً أمين الأمانة بانتشال الحي وحفظ تاريخه بإعادة تخطيطه وإبراز تاريخه الجمالي العريق بحكم أنهُ ملتقى للقوافل سابقاً وسوق نجران ومحافظاتها المتنوع حالياً. وألقى إبراهيم آل قريشة باللوم على المجلس البلدي في المنطقة، مبينا أنه لم ينفذ لهم مطالبهم بمخاطبة الجهات المسؤولة والاهتمام بشكاوى ومعاناة المواطنين وحل مشكلاتهم في أسرع وقت. وأكد علي اليامي أن الحي لم يأخذ نصيبه من الاهتمام على مدى السنوات الماضية، حيث يعاني قلة الخدمات وانخفاض الجودة، مستغربا من الحفريات التي تتم في فترات وجيزة بين الإدارات دون تقنين آلية مُحددة لعدم تشويه الشوارع، مشيرا إلى أن انتشار البسطات بطريقة عشوائية وسط السوق شوه منظره الحضاري، فضلا عن عوادم السيارات وانخفاض مستوى الشارع بشكل مُخيف، إضافة إلى قيام أصحاب المحلات بتغطية التمور بأغطية بلاستيكية لحفظها من الشمس والغبار والمطر. من جهته، امتنع أمين المجلس البلدي حمد آل بحري، عن الرد على تساؤلات «الشرق»، موضحا أن رئيس المجلس البلدي زيد بن شويل هو المخول الرسمي بالرد وهو حاليا خارج المنطقة. إلى ذلك، أكد مدير الإدارة العامة للاستثمار في أمانة نجران هادي آل منصور، وجود دراسة لإعادة تنظيم الأسواق وتأهيلها وهيكلتها ونقلها إلى مواقع تناسب طبيعتها بعد الترسية النهائية للمناقصة. في السياق، ذكر مدير إدارة الدراسات في أمانة نجران المهندس منيف صالح آل منيف، أن حي أبا السعود يُعد المنطقة المركزية في المنطقة، وتم اعتماد مشروع لتطويره من ميزانية العام 1433ه ويبدأ من إشارة مفرق الجُربه حتى حي الشبهان وعلى امتداد طريقي الملك عبدالعزيز والأمير نايف والبلد القديم. وأضاف إنها تشمل إعادة سفلتة الشوارع كاملة وبناء أرصفة على امتداد الشوارع، ووضع كراسي للمشاة وتركيب أعمدة إنارة بعدة ألوان، وتطوير الأماكن المُحيطة بالقصر التاريخي، إضافةً إلى إنشاء المعالم الجمالية التي تُحاكي الهوية التاريخية لمنطقة نجران، مبينا أنه تمت ترسية المشروع على إحدى المؤسسات الوطنية وسيبدأ العمل خلال الأيام القليلة المقبلة بمدة تنفيذ تبلغ 18 شهراً. أسواق التمور في الحي