تتوجه أم حسن ذات الستة عقود في الصباح الباكر إلى مقر بيعها في سوق الثلاثاء الشعبي مواجهة برودة الأجواء بهمة المهنة الوحيدة المتاحة لمواجهة مصاريف الحياة مصطحبة معها كمية من نباتات عطرية ما بين الريحان والشذاب و الكادي والشيح والورد الذي تنتجه من مزرعة صغيرة في منزلها، لافتة إلى أن يوم الثلاثاء وهو اليوم الرئيسي للسوق يرفع دخلهن اليومي ويصل أحيانا إلى300 ريال في اليوم الواحد مضيفة أن عدداً من البائعات انسحبن من السوق مؤقتاً واتجهن لبيع النباتات العطرية أثناء الموسم فقط عن طريق تأجير مواقع من البلدية صيفا متجهات إلى التجارة الموسمية في حين يرفضن فكرة البيع كونه يعني يوماً شاقاً يبدأ صباحاً ولا ينتهي إلا مع حلول الظلام عندما لا يبقى في السوق سوى الباعة من الرجال الذين يمتهنون بيع السمن والعسل. وتضيف أم محمد جارتها في المكان منذ حوالي عشر سنوات” معروف أن للبيع أصولاً فلدينا زبائن مخصصون يأتوننا كل ثلاثاء ليشتروا النباتات العطرية المختلفة كي يستفيدوا منها عطرياً وعلاجياً في نفس الوقت فبعضهم يستخدم الريحان للنساء في المناسبات بينما يفضل آخرون استعمالها كمعطر منزلي ذي رائحة جذابة ثم يضعونه في مزهريات خاصة حتى يضيفوا إلى الرائحة الزكية منظراً جميلاً، و يتمسك كثيرون بزراعة في البيوت حتى الفلل و المواقع الجديدة ” و تؤكد أم محمد أن الاهتمام بالنباتات العطرية عامل مشترك بين العسيريين في إقامتهم و تنقلاتهم حتى أنهم يتهادونها في المناسبات مبينة أنها ترفع أرباحهن خلال مواسم كثيرة حيث يصل في بعض الأشهر إلى ثمانية آلاف ريال عندما يكون في مواسم الزواج، وعن الأسعار أكدت أنها تختلف ففي حين يبدأ السعر من خمس ريالات يصل إلى خمسين ريالاً حسب الكمية. وقدرت بائعات النباتات العطرية بسوق الثلاثاء الشعبي في مدينة أبها أرباحهن الشهرية بين ثلاثة آلاف حتى خمسة آلاف ريال في الأشهر العادية مستندات على القوة الشرائية لأهالي المنطقة وارتفاع الدخل خلال الصيف والإجازات بربح يقارب سبعة آلاف ريال في الشهر الواحد. يعرضن النباتات العطرية في السوق