أكد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، أن الشبكة الكهربائية في المملكة العربية السعودية من أفضل الشبكات العالمية من حيث انخفاض نسبة الفقد فيها. وقال في تصريح ل»الشرق» إن نسبة الفاقد من الطاقة في الشبكة الكهربائية تصل إلى حوالي 7%، أما نسبة الفاقد في خطوط الجهد العالي للجهود 110 ك.ف فأعلى تصل إلى حوالي 2%. موضحاً أن هذا الفاقد لا يعود للعوامل الطبيعية، أو تلف الموصلات (الأسلاك)، أو للانقطاع الكهربائي من مصادر التوليد، فلا توجد كميات معتبرة للفاقد في الموصلات (الأسلاك) الكهربائية نتيجة هذه العوامل، وإنما يعود الفاقد في خطوط الشبكة الكهربائية إلى عوامل فيزيائية، وهي مقاومة الموصلات (الأسلاك) أثناء مرور التيار الكهربائي بها. م. عبدالله الحصين ورأى الوزير الحصين أن أفضل السبل لتقليل الفاقد في الشبكات الكهربائية بصفة عامة هو التوزيع الجغرافي المتوازن لمحطات التوليد ومحطات التحويل للتقليل من أطوال مسارات خطوط النقل والتوزيع، بمعنى أن تكون محطات التوليد ومحطات النقل والتوزيع أقرب ما يمكن لمستخدمي الطاقة الكهربائية، إلا أن ذلك يتعذر غالباً لضرورة أن تكون محطات التوليد خارج النطاق العمراني لحاجتها لمساحات كبيرة من الأراضي لإنشائها ولتفادي الضوضاء وتلوث البيئة، موضحاً أنه بالنسبة للمملكة فإن اتساع رقعتها وتباعد مدنها وقراها وهجرها يتطلب إنشاء شبكات كهربائية لمسافات واسعة ذات جهود عالية ومتوسطة ومنخفضة، لنقل الطاقة الكهربائية من مصادر توليدها لمسافات بعيدة ومن ثم توزيعها حسب الجهود المختلفة وإيصالها للمستهلكين. وأفاد أن الشركة السعودية للكهرباء تقوم بتصميم شبكاتها بأعلى معايير التخطيط التي تضمن إيصال الطاقة الكهربائية للمستهلك النهائي بالجهد الكهربائي المطلوب، بموثوقية عالية، وبما يؤدي إلى تقليل الفاقد في الطاقة أو الجهد الكهربائي، وكذلك استخدام أحدث البرامج الحاسوبية بما يعمل على استقرار الشبكة، والتوزيع المتوازن لمحطات التحويل الفرعية بجهودها المختلفة، مع اختيار طرق ربط متعددة بمصادر التغذية لهذه المحطات لتقليل أطوال مسارات خطوط النقل والتوزيع. وعن تعددية الشبكات أو ربطها كشبكة واحدة، قال المهندس الحصين «تخضع دراسات الربط بين الشبكات الكهربائية لمقارنة اقتصادية بين فوائد الربط والتكاليف المرتبطة به، وقد أثبتت هذه الدراسات الجدوى الاقتصادية والفنية والتشغيلية للربط بين المناطق المنتجة للطاقة أو التي لديها فائض منها أو هناك اختلاف فيما بينها لأوقات أحمال الذروة، ويعدّ الربط بين الشبكات الكهربائية من أهم أساليب توفير الطاقة الكهربائية للمستهلك أينما كان موقعه بأقل تكلفة ممكنة وبقدر جيد من الاعتمادية، مما يعزز زيادة مستوى الموثوقية بين شبكات الكهرباء لمناطق الربط، ويعزز التشغيل الاقتصادي للمنظومات المترابطة أفضل من بقائه معزولاً. وتقوم الشركة وبشكل مستمر بدراسة ربط المناطق المعزولة وفق تطور شبكاتها الكهربائية والطلب على الطاقة بها واختيار الزمان المناسب لربطها بالشبكة الموحدة». وكشف وزير المياه والكهرباء عن أن استخدام الخطوط الكهربائية في نقل البيانات والمعلومات في طور التجربة، وتقوم الشركة بمتابعة الأبحاث والتطبيقات التي تجري وتستجد في هذا المضمار. موضحاً أن قطاع الكهرباء في المملكة يعمل على رفع كفاءته ومواكبة التطور العالمي في جميع النواحي الفنية والتقنية، خاصة في نقل البيانات والمعلومات، وفي هذا الإطار قامت الشركة السعودية للكهرباء بدراسة الاستفادة من شبكة الألياف البصرية التابعة لها، وأنشِئت لهذا الغرض شركة مستقلة بملكية كاملة لها.