أبها – سعيد آل ميلس المدينة ستمكِّن الطبيب من الكشف على أربعة مرضى دفعة واحدة.. مرحلتها الأولى 500 سرير. المدينة تحتاج إلى ثمانية آلاف موظف لتعمل بطاقتها الكاملة.. ويمثل الكادر التمريضي منها 50%. بدأنا بالتوظيف طويل المدى بابتعاث أكثر من 36 طالباً في الداخل والخارج خلال العام الجاري. لدينا شروط توظيف صارمة.. ونحرص أولاً على استقطاب الخريجين قبل الكوادر العاملة في الصحة. أكد المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية في عسير الدكتور أحمد بن محمد النعمي، أن المدينة ستمثل في مرحلة تشغيلها الأولى في الربع الثالث من عام 2015م نواة للتخصصات الأساسية في علاج وجراحة القلب والأورام السرطانية وأمراض العيون والأمراض العصبية بواقع 500 سرير، مشيراً إلى أنها ستكون مركزاً لاستقبال المرضى من جميع مناطق ومدن المملكة.وأشار الدكتور النعمي في حوار خص به «الشرق»، إلى أنه سيكون بمقدور مراجعي مدينة الملك فيصل الطبية عند تشغيلها التعامل مع «الروبوت»، من خلال تعاملهم مع نظام آلي دقيق، خصوصاً في أقسام الصيدلية التي سيتولى فيها «الرجل الآلي» صرف الدواء للمرضى، مؤكداً أن نسبة الخطأ في الصرف ستكون معدومة، إضافة لعديد من التقنيات المتطورة التي لم يسبق أن تم تشغيلها في المراكز المشابهة في المملكة من قبل، لافتاً إلى أن الطبيب ومساعديه سيتمكنون من الكشف على أربع حالات دفعة واحدة. وأضاف النعمي أن الغرف الذكية ستكون من أولويات المدينة الطبية، حيث ستمكّن المريض المنوم في الغرفة من استخدام جهاز التلفاز الذي أمامه لتصفح المواقع الإلكترونية ومتابعة البريد الإلكتروني، كما تمكنه من طلب الطعام عبر قائمة إلكترونية، إضافة إلى أن الطبيب سيستخدمها ليشرح لمريضه فحوصاته الطبية والإشعاعية والمخبرية. * يُشار إلى أن نظاماً عالمياً سيطبق في المدينة الطبية يمكّن الطبيب من الذهاب بنفسه لعلاج المريض في موقع مخصص لذلك على غير العادة. أرجو شرح الفكرة ونتائجها؟ نعم، الفكرة صحيحة فكما هو متعارف أن المريض هو من يذهب إلى داخل العيادة، خصوصاً في العيادات الخارجية، ولكن ما سننفذه في المدينة الطبية أن عيادة الطبيب تكون مصممة ببناء خلفي، وتكون أمامه أربعة أسرّة لأربع حالات لكشف المرضى، ويقوم الطبيب ومساعدوه بالكشف على الحالات الأربع دفعة واحدة، ومن ثم يقوم بكتابة الوصفة الطبية للجميع عبر نظام آلي، ليتوجه المريض مباشرة للصيدلية ليجد وصفته أمامه قد نفذت بنظام آلي مطور، وشعارنا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون. توظيف طويل المدى * كم عدد الفرص الوظيفية المتوقعة للسعوديين في المدينة الطبية؟ - بدأنا في الآونة الأخيرة حسب البرامج التي أعطيت للمدن الطبية في الابتعاث قبل الإنشاء، ليسهل ذلك لنا عملية التشغيل والتوظيف فيما بعد، وأعداد الوظائف تحدد بشكل سنوي، وكل سنة تزيد عن السنة التي قبلها، وهناك ابتعاث وتوظيف طويل المدى، وتوظيف قصير المدى. وقد بدأنا بالتوظيف طويل المدى عن طريق الابتعاث، الذي يخص الأطباء والإداريين والفنيين والتمريض، فخلال هذا العام ابتعثنا أكثر من 36 مبتعثاً داخلياً وخارجياً، وبدأنا التعاون مع بعض الجامعات في بريطانيا وأمريكا للتدريب في الجامعات في الخارج، وكذلك من ضمن الاتفاقية معهم أن يأتي وفد لتدريب الموظفين هنا في المملكة. تسجيل إلكتروني * هل تم فتح باب التوظيف في الوقت الراهن؟ ومن يقوم عليه؟ - ما يخص آلية التسجيل والتوظيف لم تفتح بعد، وستكون إلكترونياً، ومن تنطبق عليه الشروط سيقبل مباشرة لينتقل بعدها إلى المقابلات الشخصية وامتحانات الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، وتنظيم عملية التوظيف تتم عبر نظام آلي سيتم تدشينه عبر الموقع الرسمي. وأما التوظيف لاحقاً فلو عملت المدينة بكامل طاقتها فسنحتاج إلى ثمانية آلاف موظف، الكادر التمريضي منهم يصل إلى أربعة آلاف ممرض، وهم الرقم الأكبر بين أعداد الموظفين، حيث يشكلون 50% من موظفي المدينة. شروط صارمة * هناك رغبة قوية لعدد كبير من موظفي الصحة في الانتقال للعمل في المدينة الطبية. ألا يشكل ذلك قلقاً لمسؤولي الوزارة؟ - نحن جزء من وزارة الصحة، ونتبع لمجلس إدارة المدن الطبية الذي يرأسه وزير الصحة بعضوية وكيل وزارة المالية ووكيل وزارة الخدمة المدنية ونائبي وزير الصحة ومديري العموم التنفيذيين للمدن الخمس الطبية وأمين عام المجلس، وهم لا يألون جهداً في استقطاب الكوادر المميزة وفق الخطط الاستراتيجية، ولدينا شروط معينة وصارمة للقبول، وسنحرص بالدرجة الأولى على الخريجين، وإذا اضطررنا إلى الحاجة لاستقطاب بعض الكوادر فسيتم ذلك عبر التنسيق مع إداراتهم، وقد حصل بيننا وبين جامعة الملك خالد تعاون مشترك لمثل هذه الحالات، وسنبرم اتفاقيات حيال هذا الشأن. عمل جماعي * ما عوائق مشروع المدينة من وجهة نظركم؟ وكيف تتغلبون عليها؟ وهل تضاريس المنطقة شكلت لكم أزمة في التنفيذ؟ - المرحلة المقبلة هي المرحلة الأصعب، ولكنها الأمتع في نفس الوقت، ولا توجد عقبات حقيقية، فالعقبات لا تكاد توجد في غير العمل الفردي، أما العمل الجماعي فإنه يكون أقوى من أي عقبات، والتحدي الأساس بالنسبة لنا هو تشغيل المدينة. وأما تضاريس المنطقة فسيتم توظيفها لجماليات المشروع، ولن يتم المساس بها قدر الإمكان، وهذا ما طلبناه من الشركة المصممة ومقاول المشروع، لتبقى الأرض على ما هي عليه، ونخطط لتنفيذ سكن المدينة الطبية على تلال الجهة الشرقية من أرض المشروع، إضافة إلى حرصنا على إيجاد أكبر مساحة خضراء في المدينة. * هل ستكون هنالك برامج دراسية في المدينة مثل الدبلومات الصحية وغيرها؟ - اعتمدنا ضمن خطط التشغيل تفعيل برامج هيئة التخصصات الطبية كاملة، فالأطباء الذين سيلتحقون بالمدينة سيتم توفير جميع البرامج التخصصية لهم، وكذلك مكاتب التدريب والابتعاث ستبدأ مع قيام المدينة بتنفيذ عديد من البرامج وعديد من البحوث، وسيتم استقطاب استشاريين زائرين في تخصصات معينة. زراعة الأعضاء * ما مدى توفر عمليات زراعة الأعضاء في المدينة؟ - نظرة وزارة الصحة للمدن الطبية أن تكون كل مدينة طبية متميزة في نوع معين من هذه الجراحات، حيث إن زراعة الكبد والبنكرياس والقلب تعدّ عمليات متطورة ومعقدة، وهناك خطط للتوسع المستقبلي لإجراء تلك الزراعات مجتمعة في المدن الطبية الأخرى. * وفق الدراسات الموجودة لديكم، هل ستسوعب المدينة كل الحالات المحولة إلى خارج عسير؟ وهل سنرى عسير تستقبل حالات من الرياضوالشرقية وجدة؟ - أطمئن أهالي المناطق الجنوبية في عسير وجازان ونجران والباحة أن مدينة الملك فيصل الطبية ستكون نواة للتخصصات الأساسية في علاج وجراحة القلب والأورام السرطانية وأمراض العيون والعلوم العصبية فور الانتهاء من المرحلة الأولى بواقع 500 سرير، وبالتأكيد ستستقبل المدينة مرضى من المدن الأخرى لأسباب عديدة. الجذب السياحي * هل وضعتم السياحة العلاجية في منظومة الدراسات الخاصة بالمدينة في الصيف؟ وكيف ستكون مجالاتها؟ - عندما نتحدث عن السياحة العلاجية فلابد أن نعلم أن أجواء منطقة عسير ستشكل عامل جذب مغرياً لكثير من المرضى للعلاج في منطقة عسير، خصوصاً أنها من أجمل المناطق السياحية، وبالتالي ستكون لدى بعض المرضى رغبة في السياحة والعلاج في آن واحد، ونسعى لأن نحظى بمركز التميز في التأهيل الطبي. * هل سينتهي المشروع في توقيته أم أنه سيكون عرضة للتأجيل كغيره من المشروعات؟ - حسب الجدول الزمني للتنفيذ نحن في خط متوازن قد يزيد أو ينقص بفترة زمنية وجيزة، وإن كنا نسعى ألا يتأخر نهائياً، وحول مراحل التنفيذ وجودة التنفيذ فقد تم التعاقد مع الشركة الأمريكية «هيل إنترناشونال» للإشراف على المشروع والقيام بالمتابعة وإعداد تقارير أسبوعية، وجميع الشركاء لديهم التزام معين تم الاتفاق عليه بوضوح ويهدف إلى أن ينتهي المشروع في موعده المحدد وفق توجيهات معالي وزير الصحة ومعالي نائبيه الواضحة والصريحة فيما يخص المدن الطبية وإنهائها في وقتها المحدد. متابعة إلكترونية * بعضهم يطالب بوجود كاميرات المراقبة للمشروعات وكذلك العداد الإلكتروني للمشروع، هل سيتم تطبيقها؟ - التقنية عبر الكاميرات جزء من عمل الشركة المشرفة على المشروع بنظام PM web، وستكون موجودة لمتابعة المشروع كاملاً، ويمكن متابعتها عبر ضغطة زر من أي مكان في العالم عن طريق موقع المدينة، وستبدأ بعد تركيب الرافعات، لأن الكاميرات سيتم تثبيتها عبر الرافعات وتعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة، وقد انتهى التصميم من اللوحة المعلوماتية للمشروع وسيتم تركيبها على أرض الموقع. * ناقشتم خلال ورشة العمل الأخيرة ما يسمى ب»الغرف الذكية».. هل تُطلع القارئ الكريم على آلية عمل هذه الغرف؟ - الغرف الذكية ستكون من أولوياتنا في مدينة الملك فيصل الطبية، وتعتمد هذه الغرف على التقنية المتقدمة، ومثال ذلك أن تستطيع استخدام جهاز التلفاز الذي أمامك لتتصفح المواقع الإلكترونية وتتابع بريدك الإلكتروني، ويمكن أن تطلب من خلالها الطعام، كما يمكن أن يستخدمها الطبيب ليشرح لمريضه عن فحوصاته الطبية والإشعاعية والمخبرية، كما تستخدم كملف إلكتروني للمريض ويكون ملفك موجوداً في أي عيادة عبر النظام الآلي، وكل ذلك بنظام اللمس، كما أنه سيتوفر في مدينة الملك فيصل الطبية نظام العمل بالروبوت أو ما يسمى ب»الرجل الآلي»، وهو الذي سيقوم بصرف الدواء والاستقبال الإلكتروني، فيما سيتم الاستغناء عن الأفلام والورقيات، وأؤكد للجميع أن نسبة الخطأ في صرفه دواءً معيناً هي 0%. متخصصون عالميون * هل ستستعينون بأطباء الجراحات في العالم ليكونوا من طاقم المدينة، أم أنكم ستعتمدون على الزيارات؟ - التخصصات الأساسية بالطبع ستكون موجودة وسنحرص على وجود متخصصين عالميين، ولكن المناقشات الطبية ستكون عبر الاتصال المرئي بدول العالم المختلفة في أوروبا وشمال أمريكا وبعض الدول الشرق آسيوية. * ما حلولكم لتوفير سكن مؤهل ومدارس عالمية للأطباء من الخارج العاملين في المدينة، خصوصاً وأن المنطقة تفتقر للمدارس الأجنبية؟ - ستكون هناك اجتماعات وشراكات مكثفة مع مسؤولي التربية والتعليم في المنطقة الجنوبية، وكذلك بدأنا الحديث مع بعض المدارس في القطاع الخاص المصنفة تصنيفاً متميزاً على مستوى المملكة لإنشاء مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية وعالمية بشقيها واستثمارها. والتعليم الحكومي سندرس معهم آلية توفير هذه المدارس حتى لو اضطررنا أن تكون قريبة من حرم المدينة الطبية. مرحلة التشغيل الأولى في الربع الثالث من عام 2015م * تضم 500 سرير. * توفر ثمانية آلاف وظيفة طبية. * 50% من الوظائف لصالح التمريض. * 36 مبتعثاً داخلياً وخارجياً عبر برنامج التوظيف طويل المدى. د. أحمد النعمي