رفض الرئيس الموريتاني، محمد بن عبدالعزيز، استقبال الرجل الثاني في الحكومة المغربية، وزير الدولة عبدالله باها، على هامش فعاليات المؤتمر الثاني لحزب «تواصل» في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في الوقت الذي استقبل فيه وزير خارجية جبهة «بوليساريو» الانفصالية استقبالاً رسمياً، وهي الإشارة التي تؤكد أن العلاقات المغربية الموريتانية تعيش خريفاً بارداً بين البلدين. لكن نائب رئيس الحكومةٍ المغربية، عبد الله باها، قال: إن ما تعرفه العلاقات بين البلدين «سحابة صيف وستنقشع»، معتبراً «أن العلاقات بين الجيران لا تكون دائماً على وتيرة واحدة، ولابد أن يقع فيها سوء تفاهمٍ في بعض الأحيان، لكن هذا لا يفسد للود قضية، فنحن لسنا جيراناً فقط، وإنما إخوة، ولنا مصالح مشتركة بين البلدين». وتعليقاً على رفض الرئيس الموريتاني استقبال دبلوماسي مغربي في باريس بعد تعرضه لإطلاق نار، وعدم استقبال وزير الخارجية المغربي لوزير الخارجية الموريتاني خلال مشاركة الأخير في مؤتمر أصدقاء سوريا بمراكش، أوضح باها «أنا لا أنزعج كثيراً من هذه الأمور، أنتم ترون أنه حتى مع إخواننا الجزائريين، بيننا وبينهم خلاف ونزاع مفتعل ومزمن منذ فترة طويلة، مع ذلك نحافظ على علاقات طيبة معهم؛ لأن هذا هو واجبنا ومنطقنا». وبرأي عددٍ من المراقبين؛ فإن تصريحات المسؤول المغربي مجرد «لغة خشب لأنها تريد تغطية الشمس بالغربال» في ظل الضبابية التي تلف علاقات نواكشوطوالرباط، بدليل غياب سفير موريتاني معتمد لدى المغرب. وتتهم موريتانيا المغرب بالتدخل في شؤونها المحلية، وهو ما تنفيه الرباط التي تؤكد أنها كانت الداعم الأساسي للرئيس محمد بن عبدالعزيز عندما نفذ الانقلاب. وتفجرت الأمور بين البلدين عقب قيام السلطات الموريتانية بطرد مدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء منتصف ديسمبر الماضي، وعدم استجابة الرئيس الموريتاني لدعوة الملك محمد السادس لزيارة المغرب، مما اعتُبِر عنواناً لاندلاع أزمة علنية بين البلدين، خاصةً بعد تنظيم موريتانيين مقيمين في المغرب وطلبة في المعاهد والجامعات المغربية مجموعة من الوقفات أمام سفارة بلادهم في الرباط، طالبوا فيها برحيل الرئيس محمد بن عبدالعزيز. وبحسب المراقبين؛ فإن العلاقات الموريتانية المغربية تمر بحالة من التوتر منذ شهور، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة خلال الفترة المقبلة بسبب السياسات المتباينة للرباط ونواكشوط من مجمل قضايا المنطقة.