اقتحم عشرات الطلبة الموريتانيين، مبنى سفارة بلادهم في الرباط، على خلفية عدم تمكينهم من التسجيل في الجامعات المغربية ، ودعوا السفير محمد ولد معاوية، إلى التعجيل بإيجاد حل لمشكلاتهم مع السلطات المغربية. وهدد الطلبة بالتصعيد في حال ما لم تتم الاستجابة لطلباتهم، بداعي أن جميع الطلاب يحملون ملفات مستوفية الشروط وموافقات من طرف وحدات الدكتوراة في الجامعات المغربية. ما يعني -بحسب المجموعة- تعطيلاً مقصوداً لتسجيل الطلبة الموريتانيين بالذات دون غيرهم بحسب تعبيرهم. ودعت المجموعة وزيري الخارجية والتعليم الموريتانيين، بالتدخل لإنهاء معاناتهم التي يعيشونها منذ أكثر من أربعة أشهر دون أن يجدوا حلاً نهائياً، وإلا فإن حالات عصيان قد يتم الإعلان عنها، بداعي أن لهم الأحقية في التسجيل. ويتخوف الطلبة الموريتانيون، من أن يكون دافع عدم تسجيلهم في الجامعات المغربية، سياسياً محضاً على خلفية ما يروج من أن أزمة سياسية صامتة تجتازها العلاقات المغربية الموريتانية، من خيوطها طرد مدير وكالة المغرب العربي للأنباء في نواكشوط، بعدما تم إبلاغه من طرف إدارة الأمن والحوزة الترابية يوم 22 ديسمبر الماضي، بضرورة مغادرة البلاد خلال أربع وعشرين ساعة، حيث لم تذكر الجهات الحكومة الموريتانية أسباب الإبعاد، غير أنها أشارت إلى أن إبلاغ القرار من قبل إدارة الأمن وليست وزارة الإعلام الموريتانية يوحي بأن معطيات أمنية تقف وراء الحادث الأول من نوعه في العلاقة بين البلدين. وبحسب المراقبين فإن العلاقات الموريتانية المغربية تمر بحالة من التوتر منذ شهور، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة خلال الفترة المقبلة بفعل السياسات المتباينة للرباط ونواكشوط من مجمل قضايا المنطقة. ومن المتوقع أن يكون حادث عدم تسجيل الطلبة الموريتانيين في الجامعات المغربية، عنواناً لإخراج التوتر بين البلدين، إلى العلن وإن كانت تصريحات المسؤولين في نواكشوطوالرباط، تنفي ذلك، وتصف العلاقات بالممتازة، ولا يوجد أي عارض قد يؤدي إلى زعزعة روابط الأخوة التي تربط بين الشعبين. يذكر أن موريتانيا كانت تسعى إلى انتزاع تمثيلية القارة السمراء في مجلس الأمن، كعضو غير دائم العضوية، إلا أن الدبلوماسية المغربية، تمكنت من حجز المقعد المخصص، مما أثار حفيظة السلطات في نواكشوط.