تلقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز دعوة رسمية من العاهل المغربي الملك محمد السادس لزيارة المغرب في وقت لاحق. وذكرت المصادر أن زيارة وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إلى نواكشوط هدفت إلى تأكيد متانة العلاقات بين البلدين التي كان اعتراها بعض الفتور، إضافة إلى تحريك جهود تفعيل الاتحاد المغاربي، والإعداد للاجتماع المقبل للجنة العليا المشتركة. وأدلى العثماني عقب اجتماعه إلى الرئيس الموريتاني للمرة الأولى منذ تعيينه على رأس ديبلوماسية بلاده قبل أسابيع، بتصريحات فُهم منها أن الطريق باتت سالكة أمام الخيار المغاربي، في ضوء اتفاق مبدئي مع الجزائر لوضع ملف الصحراء «بين قوسين» كي لا يعوق الجهود المبذولة لإعادة تفعيل الاتحاد الخُماسي الذي لم يعقد أي قمة لقادته منذ العام 1994. وأكد العثماني أن زيارته لنواكشوط تندرج في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها منطقة شمال افريقيا، في إشارة إلى زيارته الأخيرة إلى الجزائر والجولة المغاربية التي قام بها قبل أيام الرئيس التونسي منصف المرزوقي. وشدد العثماني على أن محادثاته مع المسؤولين الموريتانيين عكست «إرادة مشتركة» في الارتقاء بالعلاقات الثنائية عبر ترسيخ المشاورات السياسية، وكذلك في الاتجاه نحو إحياء العمل المغاربي على أسس قوية ومتينة. ودعا إلى تجاوز كل العراقيل والصعوبات التي تعرقل مجالات التعاون ثنائياً وإقليمياً. وتسبق زيارة المسؤول المغربي إلى موريتانيا استحقاقات ذات أهمية كبيرة. فمن جهة، سيعقد وزراء الخارجية المغاربيون اجتماعاً في الرباط السبت المقبل لإقرار خريطة طريق جديدة في البناء المغاربي المتعثر، يُرجح أن تقود إلى التئام قمة مغاربية في تونس قبل نهاية العام الجاري. ومن جهة ثانية، تستضيف مانهاست في ولاية نيويورك، الجولةَ التاسعة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، في حضور المغرب و «بوليساريو» كطرفين أساسيين، والجزائر وموريتانيا كمراقبين. لكن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة تمنّت على كل من الجزائر وموريتانيا، إضافة إلى المغرب و «بوليساريو»، التعاون مع الأممالمتحدة وفي ما بينهم لإحراز تقدم في جهود التسوية التي يُطلق عليها «الحل السياسي». وكانت نواكشوط التزمت موقف الحياد في إطار دعم جهود المجتمع الدولي لحل قضية الصحراء، لكنها ظلت أقرب إلى دعم الموقف المغربي، بخاصة على لسان نواب في المعارضة والغالبية على حد سواء. وقالت المصادر إنه منذ اعلام 2005، على إثر الانقلاب الذي أطاح نظام الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد الطايع، لم يزر العاهل المغربي الملك محمد السادس موريتانيا، فيما قام الرئيس السابق أعلي ولد فال بزيارة رسمية للمغرب. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يوجّه فيها المغرب دعوة رسمية إلى الجنرال ولد عبدالعزيز لزيارة الرباط، لكنها تأتي، وفق المصادر ذاتها، بعد زيارة قام بها إلى الجزائر في الفترة الأخيرة. وكان المغرب دافع بقوة عن التوجهات الجديدة لحكّام موريتانيا ما بعد ولد الطايع، وتوسّط لدى عواصم غربية من أجل دعم التجربة التي تُوّجت بانتخاب محمد ولد عبدالعزيز رئيساً شرعياً، على رغم الصراعات التي خاضتها قوى المعارضة ضده. وثمة من يذهب إلى أن الرباط نأت بنفسها بعيداً من الصراعات الداخلية في البلد المجاور. على صعيد آخر، فككت قوات الأمن اعتصاماً كبيراً للطلبة حملة الشهادات الجامعية وسط العاصمة الرباط. وقال شهود إن تفريق الاعتصام جرى مساء أول من أمس قبالة الساحة المحاذية للبرلمان فيما كان الطلبة الذي قدموا من جهات عدة يعتزمون تنظيم اعتصام مفتوح للمطالبة بإيجاد عمل لهم في الوظائف الرسمية. ويأتي تفكيك الاعتصام عشية تنظيم «حركة 20 فبراير» تظاهرات حاشدة في مناسبة الذكرى الأولى لتأسيسها ومن المتوقع أن تتوسع لتشمل نحو ستين مدينة عبر أرجاء المغرب في 22 شباط (فبراير) الجاري. ويُرجّح أن تركز الحركة الشبابية على تنظيم تظاهرات في الدارالبيضاء عبر اعتصام مفتوح يدوم ثلاثة أيام، وكذلك في مدينة مراكش - «المدينة الحمراء»- التي كانت عرفت العام الماضي أول تظاهرة للإعلان عن وجود الحركة التي استمدت قوتها من «الربيع العربي».