عادت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى رفع يافطة إشعال نار الحرب ضد المغرب، بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس البرلمان الصحراوي خطري أدوة، خلال زيارته للجزائر.وأعلن المسؤول الصحراوي أن البوليساريو لم تتخلَّ يوماً عن ما تسميه خيار «الكفاح المسلح»، وأنها لن تنتظر طويلاً للعودة إليه، ضد المغرب، خاصة في ظل السياق الإقليمي والعربي الذي يشجع على ذلك»، مؤكداً أن الجبهة «لم تسرح جنودها ولم تسلم أسلحتها».وأضاف التصريح إلى تأكيدات نية الجبهة بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، من طرف مسؤولين آخرين في مقدمتهم وزير الدفاع محمد لمين البوهالي، الذي أكد أن «جيش البوليساريو في أتم الجاهزية»، وأنه «يمتلك تجربة غنية تؤهله لمواجهة أي طارئ في المنطقة»، وذلك بفعل «تأهيله تقنياً وعسكرياً وزيادة ميزانيته والتحاق أعداد كبيرة من الشباب به».ورأى مراقبون أن تهديدات البوليساريو المتواصلة ضد المغرب «ليست سوى فرقعة إعلامية للاستهلاك الداخلي، بعد أن تعالت أصوات المناهضين في تندوف لقيادة البوليساريو بسبب سياستها التسويفية التي تعمل على إطالة أمد النزاع، وتأبيد معاناة المحتجزين في المخيمات». وبرأي مصادر «الشرق»، فإن هذه التهديدات تحركها أيادٍ جزائرية، خاصة وأنها تتزامن مع التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران، حيث رأى خلال لقائه برئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان في البرازيل، أن الخلاف مغربي جزائري حول الصحراء، كما طالب بنكيران الجزائر برفع يدها عن ملف الصحراء، والكف عن تحريضها وتمويلها للبوليساريو، الذي عدّه مجرد آلة في يد الجزائر، ورأى المسؤول المغربي، خلال زيارته الأخيرة لتونس، أن الجزائر تعرقل إنماء المنطقة بسبب رعايتها واحتضانها لجبهة البوليساريو.وبحسب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط تاج الدين الحسيني، فإن تهديدات جبهة البوليساريو برفع السلاح ضد المغرب غالباً ما ترد على لسان قيادييها كلما ظهرت في الأفق مستجدات معينة في قضية الصحراء لا تراها البوليساريو بعين الرضا، أو حين يتضح للجزائر إمكانية توظيف مثل تلك التهديدات في تحريك إدارة ملف الصحراء، على مستوى الأممالمتحدة وباقي الأطراف المتصلة بالقضية، مؤكداً أن الجزائر لا تريد أن تتحمل وزر القطيعة في المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة، على خلفية رفض المغرب استمرار المفاوضات بإشراف كريستوفر روس، الذي تقول الرباط إنه منحاز لأطروحة البوليساريو والجزائر، أي الاستفتاء وتقرير المصير.