تكاثرت مع تكاثر وسائل الاتصال، الصور الرومانسية، والأنغام الرومانسية، والمشاهد الرومانسية، ولكنها رومانسية مفتعلة، الرومانسية الحقيقية هي تلك التي لا ترى بالعين المجردة، لا ترى إلا بالقلب المجرد، وعلى سبيل المثال، ابن زريق البغدادي: الشاعر العاشق لزوجته، والذي لم يسجل في تاريخه إلا قصيدة واحدة، بعد أن فارقها لطلب الرزق، وكانت ترجوه أن لا يرحل، لكنه رحل، وتقطعت به السبل، وقال باكياً بُعدها عنه «أستودع الله في بغداد لي قمراً * بالكرخِ من فلك الازرار مطلعهُ. ودعته وبودي لو يودعني * صفو الحياة، وأني لا أودعهُ. وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً * وأدمعي مستهلاتٌ وأدمعهُ».