كشف هطول الأمطار مؤخراً على مدينة جازان عن تأخر تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار في وسط المدينة وبعض الأحياء السكنية، بالرغم من إنجاز خمس مراحل منه حتى الآن، إلا أن عدم إنجازه تسبب في تحويل مناطق واسعة من المدينة إلى بحيرة كبيرة امتزجت فيها مياه الأمطار بالوحل وطفوحات المجاري، وأصبح بقاء تلك الكميات من المياه ينذر بكارثة وخطر بيئي وصحي على جميع السكان.ورصدت جولة «الشرق» التي أعقبت هطول الأمطار على المنطقة، سوق الخضار وقد تحول إلى سوق يعوم فوق بحيرة كبيرة من المياه، فمداخله وبسطاته وممراته جميعها تسبح في مياه الأمطار الراكدة، يقول المواطن أحمد عقدي، الذي كان يقف عند مدخل السوق يتأمل حال العمال والبائعين، وحال الفواكه والخضراوات التي أصبحت تطفو على سطح الماء، إنها ليست المرة الأولى التي تشهد جازان هذه البحيرات المائية عقب هطول الأمطار، مضيفاً أن الحال يزداد سوءاً في كل مرة، فلم يعد مكان السوق ملائماً، خصوصاً في ظل عدم انتهاء مشروعات تصريف مياه الأمطار حتى الآن. أما المواطن خالد الشهراني، فقال «أصبح وضع السوق يمثل خطراً على الباعة والمشترين على حد سواء، خصوصاً أن مياه الأمطار قد امتزجت بطفح المجاري، بينما يعجز الباعة عن التحرك، إضافة إلى أن معروضاتهم أصبحت عرضة للتلوث بتلك المياه التي ربما تستمر فترة طويلة». وفي جنبات السوق كان كل بائع يحاول أن يحافظ على بسطته ومعروضاته، ويحاول جاهداً ألا تتلوث بالمياه التي تحيط بها من كل جانب، بينما قرر آخرون أن يحولوا أسطح سياراتهم إلى بسطات متنقلة، ليعرضوا بضاعتهم عليها، والتي لا تسلم في كثير من الأحيان من تناثر المياه الملوثة عليها نتيجة مرور السيارات.من جهته، بيَّن المتحدث الرسمي في أمانة جازان طارق الرفاعي، أنه تم الاتفاق مع مستثمر يعمل حالياً على تطوير وتحسين سوق الخضراوات والأسماك، وأن العمل جارٍ على استكمالها، مشيراً إلى انتهاء المرحلة الرابعة من مشروعات تصريف مياه الأمطار في جازان، فيما جرى تسليم المرحلة الخامسة للمقاول، وتشمل الأحياء الداخلية في المدينة، مبيناً أن فرق الأمانة باشرت تصريف مياه الأمطار من خلال مضخات الشفط وصهاريج نزح المياه من الأحياء. من جهة ثانية، قال رئيس اللجنة التجارية في غرفة جازان محمد العطاس، إن المواقع التي نفذت فيها الأمانة مشروع تصريف الأمطار قد أظهرت نتائج إيجابية، حيث لم تتجمع المياه فيها مثل بقية الأحياء الأخرى، مثل شارع بترومين، ودوار التوحيد، إذ تم تصريف المياه مباشرة عند نزول الأمطار، أما سوق الخضار فكان أقرب للبحيرة منه إلى السوق، وأضاف «لعل الشركة المتعهدة بتطويره وتحسينه تسرع في تنفيذ المشروع بأسرع وقت منعاً لتكرار معاناة المواطنين والباعة في السوق». بائع يقف وسط مياه الأمطارالمتجمعة التي حاصرت البسطات