على عين الجماهير كانت اللجنة التأسيسية المنتخبة من الشعب تكتب (دستور) مصر. فئتان تنازعتا هذا العمل: فئة سعت لتوضيح وشرح ما أشكل من مواده، فأقنعت الجماهير بالتصويت لقبوله، وفئة أخرى سعت لإسقاط الدستور بطريقة ال(دس)، فأقنعت الجماهير بعدم قبولها! لا يغرنكم أن عمر الحضارة في مصر يتجاوز سبعة آلاف عام، فالحضارة التاريخية شيء، والممارسة المعاصرة لهذه الحضارة شيء آخر، وإلا ما رأينا (النخب) لم يجتازوا بعد «كي جي وان» ديمقراطية! صاحب «يعقوبيان» أراد ألا يصوت الأميون على الدستور المصري باعتبارهم (جهلة)، متجاهلاً أن الحياة أعظم مدرسة، فلقنوه درساً قاسياً عبر الصناديق وعبر الفضائيات ليعيدوا تأكيد مقولة «العلم في الراس مش في الكراس»! أحد المخرجين البارزين على الساحة الفنية المصرية يعرب عن خشيته الشديدة من (تراجع) الفن في ظل النظام الحاكم الآن بسبب ما يتوقعه من (رقابة)، ثم يدعي أن أفلامه لا تحتوي على مشاهد مخلة إلا فيما لا يزيد على ثلاث دقائق من 180 دقيقة هي عمر الفيلم.. ولا أدري كيف سيؤثر خصم هذه الدقائق الثلاث (الخليعة) على عمله الفني، إلا إذا كان يعتبر (الخلاعة) هي الرسالة الحقيقية للفيلم! في مصر الآن (أوكازيون) عجيب: من يسب الرئيس ويهين العلماء والدعاة ويلقي المولوتوف على المساجد يبرئه القضاء!، ومن يصف إلهام شاهين أو غيرها من فنانات الإغراء بتقديم أدوار تحرض على الزنا.. يُسجن!