لا شيء يشغل الشارع الجازاني هذه الأيام أكثر من ملف الفساد «الأسود» الذي أثير على صفحات جريدة الوطن وتناقلته المواقع والمنتديات ومضمونه «الأحمر»! حيث نشرت الصحيفة ما مفاده، أن أحد مديري الإدارات الحكومية بمنطقة جازان يمتلك معلومات تفضح ممارسة مسؤول كبير «متنفذ» لضغوط عليه وعلى عدد من مديري الإدارات المختلفة في المنطقة بقصد الظفر بفرص استثمار مشاريع ومناقصات لمصلحته ولصالح أقربائه! القضية أثيرت وأخذت صفة قضايا «الرأي العام» لما أحدثته من تأويلات وأخذت تكبر بالتدحرج على ألسنة الرواة وموزعي الشكوك بالمجان! ولم نلمس من الجهات المعنية أي خطوة للتحقق من الواقعة وإخضاعها للتحقيق ومن ثم استكمال الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، حيث لم يعد التعاطي مع ملف كهذا ب»سرّي للغاية» مقبولاً! كما أن صمت الجهات المعنية، كفيل بتوسيع دوائر الشك، بينما تزداد التكهنات بانتظار حصول المدير -الخائف- على ضمانات يشترطها لفتح ملف بهذه الخطورة! مما أضفى على الحكاية تشويقاً وإثارة تضاهي سيناريوهات أفلام الآكشن! ومازال الشارع الجازاني بانتظار «ساعة صفر» يعلن معها سعادة المدير «البطل» عن زوال مخاوفه وليفرج عن تفاصيل مدعمة بالوثائق تفضح اسم فاسد متنفذ مجهول حتى اللحظة! وليشهد الناس الإطاحة بفاسد، درءا للمفاسد وحفاظاً على مقدرات الوطن. * ركلة ترجيح: الفساد واقع، ونحن لسنا بالمجتمع الفاضل، ولا ندعي العيش في المدينة الفاضلة! وإلا لما صدر الأمر السامي الحكيم بإنشاء جهة مستقلة لمحاربته واجتثاثه بكل رموزه وأدواته!