اكتشفت أخيراً أنه لابد أن يكون لك أعداء وحساد، لأن الشخص الذي لا أعداء ولا حساد له ينقلون عنه ما قاله وما لم يقله لمن هم في أي موقع شخصي أم عام… شخص لا قيمة له. فهل سمعتم يوماً بشخص يدعى جعبور الجعبوري؟ لا أظن.. فأنا نفسي لا أعرف ذلك الشخص ولم أسمع به لأنه ببساطة شخص باهت لا وزن له لأنه ليس له أعداء وليس له حساد ولا متربصون.. فكيف نعرفه أو نسمع به؟ والمرء الحصيف يجب أن يسعد بوجود أعدائه وحساده وكلما كانوا في مراكز عالية في السلم الاجتماعي ارتفعت مكانتك. وأقترح أن نخصص يوماً للحسد العالمي وأن يتبارى الشعراء في وصف الحسد وفائدته للإنسانية. ألم يقل الشاعر: «إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود». فكيف كنا سنعرف تلك الفضيلة التي طويت إن لم (يتأبطها) لسان حسود؟ لم يكن يشغل باله حسد الجميع له. فهو رجل ناجح ولابد أن يكون له حساد يحسدونه، إلا أنه كان يود أن يصل مع حساده إلى اتفاق حتى يقوموا بجدولة ذلك الحسد.. وبعد مفاوضات مضنية توصلوا إلى اتفاق يجدول الحسد على مدار ستة أيام في الأسبوع ويترك له اليوم السابع عطلة.. لم يخف غبطته بذلك الاتفاق. الجميع عادوا فحسدوه على تلك العطلة.