تعرض استشاري الجراحة حسام جمعة سلامة في أحد المستشفيات الخاصة في الدمام «تحتفظ الشرق باسمه» للفصل التعسفي من قبل إدارة المستشفى إثر محاولته كشف تزوير في الملف الطبي للمريض أحمد عبدالرحمن سيد فرغلي -على حد قوله – حيث أفاد بأنه تقدم بشكوى للمدير الطبي للمستشفى الخاص، ضد طبيبين (طبيب باطنية واختصاصي جراحة) قاما بالتزوير لإخفاء تأخر التشخيص الطبي الصحيح للمريض – الذي كان يعاني من جلطة في الأمعاء – ما تسبب في استئصال متر كامل من أمعاء المريض لانتشار الغرغرينا فيها، ومنذ 7/ 2011م (أي منذ أكثر من عام) ما زالت الشكوتان اللتان تقدم بهما كل من المريض أحمد واستشاري الجراحة الدكتور حسام (الذي أنقذ حياة المريض) لمدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية تراوح مكانها، حيث تنظرها الهيئة الطبية الشرعية، التي عقدت جلسة واحدة قبل حوالي الستة أشهر في مديرية الشؤون الصحية. تشخيص خاطئ أحمد فرغلي ويروي المريض أحمد عبدالرحمن سيد فرغلي تفاصيل الحادثة التي جرت له، قائلاً «دخلت المستشفى في يوم الخميس في 21 /7/ 2011م، وكنت أعاني من ألم في البطن، فدخلت على طبيب الباطنية الذي وصف لي مسكناً للألم دون نتيجة، وحيث إن يوم الجمعة إجازة تحاملت على نفسي وأنتظرت حتى يوم السبت الساعة الرابعة عصراً وعدت للطبيب مرة أخرى، فوصف لي إبرة مسكنة للألم وطلب عرضي على اختصاصي الجراحة الذي شخّص حالتي بأنني مصاب بالقولون العصبي وأحتاج للراحة فقط، وبقيت في غرفة قريبة من غرفة الطبيب، وعندما قارب وقت الدوام على الانتهاء في الساعة الثامنة مر عليّ الطبيب ووصف لي إبرة مسكنة أخرى وطلب مني العودة للمنزل، فرفضت لأن الألم كان شديداً جداً حينها، فقال لي ابق في الإسعاف إلى أن تشعر بتحسن ثم غادر، وكتب لي ورقة خروج، وبعد ذلك بربع ساعة بدأ الدم يخرج من فمي ومن فتحة الشرج، وحينها ناديت على طبيب الطوارئ، الذي أمر بعمل سونار واستدعى طبيب الباطنية، الذي بدوره استدعى استشاري الجراحة الدكتور حسام، وفي هذه الفترة غبت عن الوعي فترة، واستيقظت بعد فترة حيث أبلغوني أنه ستجرى لي عملية فتح بطن للاستكشاف». وهنا يتحدث عن هذا الجانب استشاري الجراحة الدكتور حسام، الذي أجرى عملية فتح البطن: «كلا الطبيبين اللذين عاينا المريض لم يتمكنا من التوصل للتشخيص السليم، وبعد أن تدهورت حالة المريض ونزف كثيراً تم استدعائي في الساعة الحادية عشرة، وكان المريض في وضع صحي حرج جداً، فقررت وبالأخذ بنتيجة السونار الذي أجري له، ونتيجة فحص التهاب البنكرياس، الذي كان سلبياً، ضرورة فتح البطن حيث وجدنا غرغرينا في الأمعاء نتيجة جلطة في الأوردة الدموية ما استدعى استئصال حوالي المتر منها، وهو ما أنقذ حياة المريض». تزوير.. وفصل د. حسام جمعة ويكمل الدكتور حسام «وهنا بدأ القلق لدى كلٍ من طبيب الباطنية واختصاصي الجراحة بأن يُكتشف خطأهما وتأخرهما في التشخيص وتعريضهما حياة مريض للخطر، ما جعلاهما يتلاعبان في الملف الطبي للمريض ويخفيان بعض أوراق التشخيص الطبي الخاطئ، ويستبدلانها بأخرى، كما اختفت ورقة إذن الخروج التي كتبها طبيب الباطنية للمريض يوم السبت في الساعة الثامنه قبل بدء النزيف، الأمر الذي يعد تزويراً واضحاً وحين أكتشفت ذلك وتقدمت بشكوى ضدهما لدى المدير الطبي، كانت مكافأتي الفصل من العمل، دون أن أحصل على حقوقي وعليه رفعت شكوى للهيئة الابتدائية للفصل في المنازعات العمالية بوزارة العمل بالدمام، ولم يسفر قرارها عن حصولي على كامل مستحقاتي، وعليه رفضت الحكم واستأنفته لدى الهيئة العليا بالرياض. قضية رقم 1 وذكر مصدر في مكتب العمل في الدمام (رفض ذكر اسمه) أن دعوى الطبيب بأنه فصل تعسفي دون حق وطلبه بالتعويضات تم البت فيها إلا أن الطبيب لم يوافق على الحكم فاستأنفه، ما ادعى تحويل القضية للهيئة العليا للفصل في المنازعات العمالية في الرياض، التي يكون حكمها نافذاً وغير قابل للاستئناف. كما تقدم الدكتور حسام بدعوى تزوير ضد الأطباء في المستشفى في مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، حيث وضعت قضيته مع قضية المريض أحمد واعطيت رقم القضية رقم 1 للعام 1433ه. دعوى تعويض ويعود المريض أحمد ليوضح هنا أنه وبعد نجاح عمليته قرر التقدم بدعوى ضد المستشفى الخاص للحصول على تعويض نظير التأخر في تشخيصه ما أدى لاستئصال متر من الأمعاء، لافتاً لما ذكره طبيب باطنية (الدكتور صلاح زكي) راجعه في مستشفى خاص آخر «أنه لو شُخص مبكراً في يوم الخميس مثلاً لما استؤصل من أمعائه أكثر من عشرة سم، كما يهدف من الشكوى معاقبة المسؤول كي لا يتكرر الخطأ مع طبيب آخر، مشدداً على أن جلسة الاستماع التي عقدتها الشؤون الصحية قبل حوالي الستة أشهر وضمتها مع الأطراف المدعى عليها، شهدت أكاذيب من طبيب الباطنية الذي أخطأ في تشخيص الحالة، وأنه فنّد هذه الأكاذيب جميعاً، مشيراً إلى أن استئصال هذا الكم من أمعائه جعل بنيته الجسدية ضعيفة ما جعله يغير عمله من مندوب مبيعات إلى عمل مكتبي بسيط، وذلك فقط لتعاطف شركته معه. قضية المريض ويقول مصدر مطلع على سير القضية «تحتفظ الشرق باسمه» في مديرية الشؤون الصحية إن الدعوى قُدمت منذ عام تقريبا وأنها تنظر حالياً في الهيئة الطبية الشرعية، ومازال التحقيق جارياً فيها، حيث أجريت جلسة واحدة حضرها المريض والأطباء المدعى عليهم، علماً بأن أحد أطراف القضية وهو اختصاصي الجراحة الذي شخّص الحالة على أنها التهاب في القولون أنهى عقده مع المستشفى وسافر. مضيفاً «المديرية تهتم فقط بدعوى المريض ضد الطبيب، وليس من اختصاصها النظر في دعوى الطبيب ضد أطباء آخرين، ما دام الأطباء غير تابعين لوزارة الصحة، لافتاً إلى أن الدعوى قُدمت إلى إدارة التحقيق والمتابعة ثم حولت على مدير عام الشؤون الصحية، الذي بدوره حولها على الهيئة الشرعية للمؤسسات الخاصة، حيث ما زالت التحقيقات جارية فيها وسيكون الحكم فيها لشيخ من وزارة العدل يحضر جلسات الاستماع، لافتاً إلى أنه كان خطأً من الأساس وضع ملف دعوى المريض مع ملف دعوى الطبيب. شروط العقد وردت إدارة المستشفى الخاص الذي تواصلت معه «الشرق» حول الفصل التعسفي بقولها «رفع الطبيب المذكور دعوى بفصل تعسفي في مكتب العمل بالدمام، وقد صدر في هذه الدعوى حكم من الهيئة الابتدائية للفصل في المنازعات العمالية، وكان الحكم بأنه لا يوجد فصل تعسفي، بل تم الفصل لعدم استيفاء الطبيب المذكور شروط العقد المبرم بينه وبين المستشفى، وأقر له الحكم بحقوق مالية نحن معترفون بها وكنا بصدد تسليمها له لولا أنه استأنف الحكم فحولت الدعوى للهيئة العليا في الرياض. دعوى منظورة ورداً على الدعوى التي رفعها المريض أحمد فرغلي ضد المستشفى في مديرية الشؤون الصحية أوضحت الإدارة أن الدعوى ما زالت منظورة، وفي حال كان الحكم لصالح المستشفى فسيتم رفع دعوى «تعويض عن الأضرار» ضد المريض، مشددين على نقطة مهمة فيما يتعلق بالاستشاري الدكتور حسام بقولهم «زوجة الدكتور ما زالت تعمل لدينا كاختصاصي أطفال أول وتحظى بكامل الاحترام والتقدير لدينا، وإكراماً لها مازالت وزوجها يقيمان في السكن المخصص للأطباء الاستشاريين على الرغم من فصل زوجها». ضوئية للخطابات والدعاوى (الشرق)