استؤنفت المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عقب تعثر الطرفين في التوصل إلى حلول حول الملف الأمني خلال اجتماعاتهما في الخرطوموجوبا. وذكرت مصادر دبلوماسية ل «الشرق» أن الحكومة السودانية وافقت بشكل مجمل على التصورات التي تقدمت بها الوساطة الإفريقية، فيما أبدى وفد جنوب السودان المفاوض تحفظاً خاصة فيما يتعلق بالمنطقة منزوعة السلاح. وقالت مصادر دبلوماسية إن مفاوضي جوبا يتحفظون أيضاً على مسألة فك الارتباط العسكري بالحركة الشعبية (قطاع الشمال)، وعدت أن تحفظ الجنوب سيمثل عقبة في طريق المفاوضات، لكنها أكدت بدء الوسطاء في مناقشة التحفظ الجنوبي لتجاوز هذه العقبة. ويُنتَظَر أن تعكف اللجان الفنية من الجانبين على التمهيد لعقد الاجتماع الخاص باللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الدولتين غداً. في سياقٍ آخر، وقعت أحزاب تحالف المعارضة السودانية على إعلان سياسي أمس جددت فيه عزمها على إسقاط نظام الرئيس عمر البشير وإقامة بديل ديمقراطي عقب رفض السلطة التعاطي مع مقترحات كانت طرحتها في وقت سابق تدعوها إلى إجراء إصلاحات في هيكل الدولة وتشكيل حكومة انتقالية. وعدت المعارضة أن أجهزة الأمن مهما أوتيت من قوة «ليست بقادرة على حماية نظام ديكتاتوري شمولي من الإرادة الشعبية الجماهيرية». ويضم تحالف المعارضة 17 حزباً أبرزها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة الإسلامي حسن الترابي. وناشد إعلان المعارضة، الذي حصلت «الشرق» على نسخة منه أمس، جماهير الشعب السوداني في العاصمة والأقاليم بالاستعداد ل «المعركة الجماهيرية الفاصلة»، حسب وصف الإعلان، مع «هذا النظام المتعسف الذي أذاق الشعب ويلات العذاب وأهدر كرامته وجعل بلادنا مكروهة من المحيط الإقليمي والدولي». كما أكد الإعلان وقوفه مع «الحقوق المشروعة» لسكان دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، وأدان «كل ممارسات النظام العنصرية والجهوية ضد طلاب دارفور في جامعة الجزيرة والجامعات الأخرى». من جهة أخرى، نفت القوات المسلحة السودانية ما أشيع من أنباء عن إحباط محاولة انقلابية جديدة وسط صفوف الجيش. وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، عدم اعتقال أي من منسوبي الجيش بتهمة مشاركتهم في محاولة انقلاب عسكري جديد. وكانت تقارير صحيفة تحدثت عن إحباط السلطات السودانية محاولة انقلاب جديدة، وذكرت أن قائد المحاولة الجديدة برتبة عقيد تم اعتقاله هو وعدد من الضباط.