اشتكت الحكومة السودانية جمهورية جنوب السودان الوليدة إلى مجلس الأمن، بعدما اتهمتها بإثارة الاضطرابات وتأجيج الأوضاع الأمنية في السودان ودعم الحركات المتمردة في منطقتي جنوب كردفان ودارفور لإشاعة الفوضى وإطاحة نظام الرئيس عمر البشير بقوة السلاح. ونشرت «وكالة الأنباء السودانية» رسالة من وزير الخارجية علي احمد كرتي، سلمها سفير السودان لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج أمس إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر. وذكرت الشكوى أن «حكومة جنوب السودان رعت ودعمت تحالفاً جديداً يضم مجموعتين من حركات دارفور إضافة إلى الحركة الشعبية في شمال السودان يدعو إلى إسقاط حكومة السودان بالعمل العسكري المسلح». وأضافت أن «حكومة السودان بادرت الى إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد لمدة أسبوعين في منطقة جنوب كردفان كما أوفدت لجنة عليا لتقويم الأوضاع الإنسانية وأوضاع حقوق الإنسان هناك، لكن لم تجد هذه المبادرات الإيجابية أذناً مصغية لدى حكومة جمهورية جنوب السودان التي لا تزال تحرض الحركة الشعبية في الشمال لكي تخوض حرباً بالوكالة في جنوب كردفان». ودعت الرسالة مجلس الأمن «الى استخدام ما لديه من صلاحيات ووسائل مع حكومة جمهورية جنوب السودان بما يحملها على التزام الإتفاقات الموقعة بين البلدين والكف فوراً عن تدريب ودعم وتحريض المجموعات المسلحة المتمردة سواء في جنوب كردفان أو دارفور، ولحض تلك الجماعات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان على العودة لصوت العقل والإستجابة لإعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة، والجلوس معها بشكل مباشر للتوصل عن طريق التفاوض والحوار إلى تسوية سليمة». في موازاة ذلك، قال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أن قوة من «الجيش الشعبي» في جنوب كردفان، تُقدر بنحو 200 عنصر تسللوا أمس إلى منطقة الفيض أم عبد الله ومنطقة خور الدليب وحاولت الدخول الى مناطق تومى والمنصورة وأم بير في محاولة منها لاستغلال وقف النار الذي أعلنه رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي، لكن «الجيش رصد تسلل هذه القوة وحاصرها وتعامل معها». وتدور مواجهات في ولاية جنوب كردفان بين الجيش السوداني ومقاتلين شماليين في الجيش الجنوبي منذ حزيران (يونيو) الماضي. إلى ذلك رأى زعيم حزب الأمة المعارض «إن السودان يقف على شفا حفرة»، وقال فى خطبة العيد التى ألقاها أمام آلاف من أنصار في أم درمان أمس، إن «على النظام الحاكم أن يدرك أنه أخفق في تحقيق مقاصده، ولم يقم نظاماً إسلامياً مجديا، ولم يحافظ على وحدة السودان، ولم يحقق السلام، ويواجه الآن تأزماً اقتصادياً كاسحًا وعزلة دولية شاملة، وأنه «إذا أدرك قادة النظام هذه الحقائق فلا مفر من التخلي عن نظم وسياسات فاشلة والإقدام على إقامة نظام جديد تجاوبًا مع التطلعات الشعبية ومواكبة للفجر الجديد الذي تتطلع إليه الشعوب العربية». وفي جوبا أعلنت الحكومة أنها قررت إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، وذلك خلال زيارة وفد إسرائيلي برئاسة نائب رئيس الكنيست داني دانون إلى جوبا عاصمة الدولة الجديدة. وكشف رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت خلال محادثات مع دانون إن «عدداً من قيادات حركة المقاومة الاسلامية حماس راجعوه بطلب عدم إقامة علاقات مع إسرائيل لكنه رفض طلبهم»، مؤكداً أن «جنوب السودان ليست دولة عربية ناهيك عن وجود سفارات إسرائيلية في بعض الدول العربية نفسها كمصر والأردن». وقال وزير شؤون رئاسة جنوب السودان ووزير الخارجية المكلف دينق ألور، إن حكومته ستسمي سفيرها لدى إسرائيل في الأيام المقبلة وستفتح لها سفارة في تل أبيب، وفي المقابل ستفتتح إسرائيل سفارة لها في جوبا. وقال دانون إن إسرائيل ستُساعد جنوب السودان في بناء الاقتصاد «لتكون جمهورية الجنوب صديقا حقيقيا لها في بناء الديمقراطية في أفريقيا»، معربا عن سعادته بزيارة جنوب السودان. وطلب دانون أن «تصوت جنوب السودان ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية لدى طرح الملف على الأممالمتحدة الشهر المقبل».