يستعد المستثمرون في قطاعي العقار والمقاولات في حائل لنشاطٍ اقتصادي غير مسبوق، مع إعلان الدفعة الأولى التي تتضمن ثلاثة آلاف مواطن من المستفيدين من البرنامج المشترك بين صندوق التنمية العقاري ووزارة الشؤون القروية والبلدية. إذ سيحصل كل من المواطنين على قرضٍ سكني بقيمة 500 ألف ريال من الصندوق العقاري بالتزامن من استلامه لأرضه من الأمانة. وأوضح سعد الهمزاني «مالك مؤسسة إنشاءات»، أن السيولة المالية التي ستتوفر نظرياً في ساحة المقاولات خلال الأيام القليلة المقبلة ستصل إلى 150 مليون ريال، استناداً إلى مبلغ القسط الأول من القرض وهو 50 ألف ريال لكل مواطن، مؤكداً أن الارتباط بين القرض والأرض يعني ازدهار الأعمال بالنسبة للمقاولين بمجرد بدء التسليم للمواطنين «نظراً لضخامة عدد المستفيدين في الدفعة الأولى وقلة عدد مؤسسات المقاولات نسبياً في حائل». وفي سبيل تبديد مخاوف بعض المواطنين من اندفاع المقاولين إلى رفع أسعار خدماتهم للاستفادة من التغيّر في ميزان العرض والطلب، قال الهمزاني: «لا أعتقد أن الأسعار ستتغير عما كان سائداً، وسبق أن لاحظ المواطنون أن أسعار المقاولات حافظت على ثباتها على مدى أعوام رغم موجات ارتفاع أسعار أدوات البناء وأجور الأيدي العاملة». إلى ذلك، يترقب سوق العقار بدوره، حركة نشطة في تداولات الأراضي، إذ يُتوقع بحسب محمد العقيل «شريك عقاري»، أن يلجأ المئات من المستفيدين في الدفعة الأولى إلى استبدال أراضي المنح بأراضٍ في مواقع أخرى لبناء مساكنهم، نظراً لامتلاكهم القدرة على البدء بالبنيان فوراً، وستتأثر وفق ذلك تداولات الأراضي في معظم المخططات السكنية، وخصوصا في الجهة الشرقية من المدينة. فواز الشمري يُذكر أن البرنامج المشترك بين صندوق التنمية العقاري ووزارة الشؤون القروية والبلدية، جرى إقراره في سبتمبر الماضي، واختيرت منطقة حائل لتكون أولى المناطق المستفيدة من تطبيقه، نظراً لأزمة المساكن الحادة. وقال مدير صندوق التنمية العقاري في حائل المهندس فواز الشمري، إن البرنامج سيتيح أيضاً استلام المنح للمواطنين والمواطنات ممن اعتمد إقراضهم لدى الصندوق، ولم يتسلموا قروضهم لعدم حصولهم على الأراضي سابقاً.