لماذا انحصر شعر الشعراء حول المظهر الخارجي للمرأة؟ كوصف العينين والساقين وأشياء أخرى من جسم المرأة… لماذا لم يتغزل الشعراء في الأجزاء التشريحية للمرأة كالطحال والمريء والإثني عشر والكليتين والرئتين؟ لم أجد شاعراً عربياً واحداً يقرض مثل ذلك الشعر. وهذه لعمري منقصة أي منقصة!. فمثلاً لماذا لا يقول شعراؤنا في السودان: بنكرياسك ضنين.. بالإنسولين/ لو زدت سكر حبتين/ دوانيل يفرهد في العروق/ ويفوح كعطر الياسمين… أو: كلايا وكليتك../ أسباب شقايا ولوعتي/ لمّان تغسّلي كليتك بَمْرض بَمُوت من علتي/ يا مرارتي/ يا حرارتي يا يا جتتي… أو مثلاً: لا تقولي لي انتهينا… لو حصل مرة اختلفنا.. دي مصارين بتتعارك/ في لواية تتعارك… في مغص بتتعارك…/ وفي الآخر… بتتصالح بتتبارك… أو: شريانك التاجي… ما غزوه بي ماجي (أي بشربة ماجي) لا قفلة لا جلطة لا عروقو منشحطة. أو لو فتح الله عليك وتأملت في طحالها فسيهطل عليك شعر (ما حصلش): طحالك بني غامق لونو… يزيد للزول كتير في شجونو.. وما مهم التشوفو عيونو. وهكذا يكون الشعر الذي يمجد المرأة ويهمه مضمونها ومحتواها الداخلي “مش عينيها… وتعمل إيه إذا أصابهما رمد"؟!