د. تنيضب الفايدي عقب مدير تعليم المدينةالمنورة السابق، الباحث الدكتور تنيضب الفايدي، على تصريح الباحث عبدالله الشنقيطي ل «الشرق»، الذي نشرته في عددها أمس الأول، حول الجدل العلمي حول موقع «حرة شوران». وقال الفايدي إن «المحاضرة قد تمت قراءتها في موقع النادي الأدبي في المدينةالمنورة، وفصلت من مقدم المحاضرة والمشرف على الصالون الدكتور هاني فقيه ولم تخرج أي كلمة من قبلي، عدا التي وردت في المحاضرة، بل أعادها في رده المذكور، وعليه فإن الشنقيطي زاد بُعدا عن الحقائق، وتطاول على المؤرخين، وعمل على بتر العبارات، ومازال يشتت المعلومة التاريخية -حمى الله تاريخ المدينة منه ومن أمثاله- حيث أعاد الخطأ، بل بالأصح أعاد الكذب على محمد بن الحسن بن زبالة في أخبار المدينة، حيث أخذ جزءاً من كلامه، ولم يكمل الحقيقة عندما قال في رده (إن صدور وادي مهزور من حرة شوران)، والحقيقة تذكر أن مهزور يصبّ في أموال بني قريظة جنوب شرق المدينة، أي: أن حرة شوران جنوب شرق المدينة، التي أصبحت جزءا من النطاق العمراني للمدينة»، موضحا أن رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي، الدكتور عبدالله عسيلان، ذكر ذلك في تحقيقه لكتاب «تلخيص النصرة في معالم دار الهجرة» في صفحة 317 طبعة 1422ه؛ حيث قال «معروفة إلى اليوم بهذا الاسم، تشرف على الخط الدائري من جهة قباء، وبها مخطط يحمل اسمها»، واستشهد بالعياشي بقوله انظر: المدينة بين الماضي والحاضر للعياشي. وعدد الفايدي بعض النقاط للرد على الشنقيطي، وهي: عبدالله الشنقيطي ذكر الشنقيطي: فصّل ابن شبة (توفي 262ه) صدور وادي مهزور عندما قال: «وسيل مهزور يأخذ من الحرة من شرقيها». هنا كلام ابن شبة، لكن الشنقيطي أضاف بعد كلمة من شرقيها أي: حرة شوران، فكلمة (أي: حرة شوران) إضافة من عنده ولم ترد شوران في كتاب ابن شبة (أربعة أجزاء) فماذا يسمى هذا؟ أليس تطاولا؟! بل إن ابن شبة ذكر بأن سيل المهزور يأتي من بني قريظة، تاريخ المدينةالمنورة لابن شبة (1/170) طبعة السيد حبيب محمود أحمد، كما هو معلوم أن موقع بني قريظة كان جنوب شرق المدينة. كما ركز في رده على (وادي قناة) لتشتيت فكر القارئ، فما هي علاقة وادي قناة الذي يقع شمال المدينةالمنورة ولا علاقة له بحرة شوران، كما لا علاقة له بوادي مهزور الذي يقع في جنوبها الشرقي. هناك شبه إجماع على أن حرة شوران جنوب شرق المدينة كما ذكرها ابن زبالة؛ حيث ذكر ذلك أيضا عالم المدينة ومؤرخها علي بن عبدالله السمهودي في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى (4/253) طبعة 1429ه، وقبل السمهودي ذكر موقع شوران مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في كتابه «مغانم المطابة في معالم طابة» صفحة (2/879) الطبعة الأولى- 1423ه / 2002م. أخطأ الشنقيطي على المراغي؛ حيث ذكر المراغي الحقيقة أن وادي مهزور يصبّ في أموال بني قريظة (صفحة 317-318 )، أما الشنقيطي فقد ابتعد عن هذه العبارة وذكر التي قبلها وأصبح النقل غير كامل. حدّد مؤرخ المدينةالمنورة حديثا إبراهيم علي العياشي في كتابه «المدينة بين الماضي والحاضر»، وهو الذي حدد المساجد الأثرية ومنازل الأوس والخزرج وبقية القبائل التي تقطن المدينةالمنورة، حدد من ضمن ذلك حرة شوران؛ حيث يقول: «إنها أي: حرة شوران هي الحرة الجنوبية والجنوبية الشرقية ومنها ينحدر مهزور ومذينيب». صفحة 469 طبعة 1414ه، وطبعته الأولى 1392ه. علما بأن وادي مذينيب يلتقي مع بداية بطحان شرق مسجد قباء، ووادي مهزور يلتقي مع وادي بطحان جنوباً قبل دخوله المدينة القديمة. وأوضح الفايدي في ختام حديثه، أن ما يتعلق بالحديث الشريف تجاوز الحد، عندما فسر الشنقيطي البركان على هواه، وقال: «نترك ذلك للعلماء، ولاسيما أني ذكرت بعض أقوال العلماء في ردّي الأول»، كما أن المعلومات عن الحجاز لدى الشنقيطي اعتماداً على قوله «وأن حرارة تمتد إلى تخوم الشام» فهذا غير صحيح، وكما قال الدكتور هاني فقيه إن المحاضر «قلب موازين المفاهيم»، وأنا أقول إنه «تطاول على مؤرخي المدينة قديما وحديثا»، مشيرا إلى أنه، أي الفايدي، لم يتجاوز أدب الخلاف، لأن الخلاف بين مؤرخي المدينة حول حرة شوران غير موجود، بل هناك شبه إجماع كما ذكرت بالأدلة سابقا. عبدالله الشنقيطي