ألقت الجهات الأمنية مساء أمس القبض على شاب سعودي في الثلاثين من عمره بعد تحصنه بأحد المساجد في مكةالمكرمة لمدة زادت عن الست ساعات تسبب في مقتل اثنين من المقيمين، بواسطة سلاح رشاش كان يحمله وسط حي “الغسالة" أحد الأحياء الشرقية في مكةالمكرمة. وأوضح شهود عيان من داخل الحي كانوا موجودين أثناء وقوع الجريمة ل “الشرق" أن واقعة الجريمة بدأت مع عصر أمس بجوار أحد المساجد الصغيرة في حي الغسالة بعد أن فاجأ أحد الشبان المقيمين داخل الحي المارة والعابرين بحمله سلاحاً رشاشاً وأخذ يهدد به ويتوعد دون سابق إنذار قبل أن يوجه إحدى طلقاته لأحد المارة المقيمين داخل الحي ليرديه قتيلاً، فيما عمد إلى أحد المساجد القريبة من الحي، ليعتدي على مؤذنه ويسلبه مفاتيح المسجد عنوةً، ويعيد إطلاق النار مرة أخرى على أحد المصلين خلال دخوله المسجد ليرديه قتيلاً، ويغلق المسجد بمجرد سماعه لأصوات سيارات النجدة ورجال الدوريات الأمنية التي باشرت موقع الحادثة على الفور. ولفت أحد سكان الحي هادي محمد إلى أن الشاب معروف عنه اختلاله العقلي لدى سكان الحي منذ فترة طويلة، وقد أدخل أكثر من مرة إلى مستشفى متخصص في العلاج النفسي، لكنه كان في كل مرة يعود منها مثلما دخلها، مشيراً إلى أن معظم أهالي الحي يعرفون حالة الشاب، لكنهم لم يتوقعوا منه ما حدث، خصوصاً أن ضحاياه كلهم من الجنسيات المقيمة، ولا ذنب لهم أبداً فيما حدث لهم. وأكد المتحدث الرسمي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن الجهات الأمنية ألقت القبض على الجاني وبحوزته سلاح ناري به طلقات حية. وأوضح أن الجهات المختصة عاينت مسرح الحادث من قبل المختصين والطبيب الشرعي وخبراء الأدلة الجنائية وهيئة التحقيق والادعاء العام، مشيراً إلى أن التحقيقات مازالت جارية لمعرفة الدوافع وراء ارتكاب الحادثة. لقطات من أرض الحادث.. * يعمل الجاني موظفاً في أحد القطاعات الحكومية، ومتأثر بالفكر الجهادي. * حاول شقيقه مفاوضته وحاول إقناعه من خلف الباب الخارجي للمسجد بضرورة تسليم نفسه، ولم يَنْصَعْ لمفاوضات شقيقه، وجلس في المسجد حتى تم قطع التيار الكهربائي عنه. * أطلقت الشرطة النار في الهواء، محاولة منها لقياس تأثر الرجل. ورغبة منهم في تفريغ الرشاش من الطلقات حال مبادلتهم إطلاق النار. * ردد الجاني بعض العبارات الجهادية من المايكرفون الخاص بالمسجد. * قوات الطوارئ أحاطت بالمسجد وقوات الكوماندوز الخاصة منذ الساعة الرابعة عصراً وحتى لحظة إلقاء القبض على الجاني الساعة السابعة والنصف مساء، وعملوا على إرسال غازات سامة مع إحدى نوافذ المسجد، رغبة منهم في تضييق الخناق على الجاني، ما أدى لاختناق الجاني وخروجه المباشر ومن ثم إلقاء القبض عليه من عدد من أفراد المهمات الشخصية (بلغ عددهم تقريباً ستة أشخاص). * أول من بلغ عن الجاني كانت والدته بعد أن اتصلت بالنجدة مبلغةً عنه بخروجه بالرشاش. * سُجل على الجاني عدد من المشاجرات مع سكان الحي خلال الفترة الأخيرة. * كان محافظاً على صلواته، طليق اللحية. وفقاً لأحد أبناء عمومته. * كان في الحي المطوق ثلاثة مساجد أدى فيها المصلون من عمّار المسجد صاحب القضية صلاتي المغرب والعشاء. * تجمهر عدد كبير من المتابعين وسكان الحي، واجه حلما كبيرا وتعاملا أكثر من جيد من قوات الأمن الموجودة في الموقع. * دوى تصفيق كبير من المتجمهرين والمتابعين لرجال الأمن طوال ساعات الانتظار بعد إلقاء القبض على الجاني مباشرة. * من المفارقات أن نفس الحي شهد قضية الحاج الكويتي الذي أقدم على قتل شاب سعودي خلال موسم الحج العام قبل الماضي. أحد المجني عليهما بعد أن أردي قتيلا أمس في مكة