الهزاع: إشكالية عدم فتح قنوات إعلامية بشكل كامل في المملكة ستكون من الماضي اقترح نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن تشكل الغرفة التجارية الصناعية في الرياض فريقا، ووزارة الثقافة والإعلام فريقا آخر لتنفيذ، على الأقل، 50% من التوصيات التي خرج بها ملتقى «الإعلام والإعلان»، الذي نظمته الغرفة ممثلة في لجنة الإعلام والإعلان، واختتم أعماله أمس (الأحد). وقال الجاسر: لا داعي لتنظيم ملتقى ثان إذا لم تنفذ توصيات هذا الملتقى، معتبرا أن إقامة نسخة ثانية دون تنفيذ توصيات الأول، تضييع وقت. «سعودة» حقيقية وأوضح الجاسر، خلال لقاء مفتوح مع الإعلاميين في الجلسة الختامية للملتقى شارك فيه نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، أن «السعودة» ليست عواطف، موضحا أنها تتمثل في أن يحل السعودي المؤهل المهني المحترف في عمله مكان الأجنبي. وقال إن الوزارة لا تسعى إلى سعودة عاطفية لمجرد توظيف السعودي، لأن هذا لا يخدم الإعلام، مضيفا أنه من الناس الذين كانوا قبل ثلاثين سنة يقولون بأن سعودة الإعلام السعودي بسرعة حرمت الإعلام السعودي من الخبرات الأجنبية. تدريب وصقل واعتبر أن الهيئات القائمة حاليا تضع نصب أعينها مسألة تدريب وصقل إعلاميها، والسعودة المؤهلة، وليست العاطفية، دون حرمان هذه الهيئات من العناصر العربية المحترفة، موضحا أنها امتداد للعناصر الدولية، موضحا أنه يجب أن يكون لدى تلك الهيئات بعدا عربيا دوليا بالإضافة للبعد الأساسي السعودي. وأفاد أن التدريب في المجال الإعلامي في المملكة العربية السعودية ليس ضعيفا فقط، بل عشوائيا أيضا، مشيرا إلى أنه ليس هناك برامج معينة، أو معاهد تدريب متخصصة، إلا معهد الأمير أحمد بن سلمان، لافتا إلى أن الوزارة تتفاوض مع هذا المعهد لإعداد برامج تدريبية متخصصة، لتستفيد منها هيئة الإذاعة والتليفزيون والهيئات الآخرى، مؤكدا أهمية تنمية العناصر البشرية للقدرة على المنافسة في المجال الإعلامي. الموهبة أساس وقال إن الوزارة اكتشفت أن هناك شبابا وشابات موهوبون دون تدريب، موضحا أن العمل في الإعلام موهبة قبل أن يكون مهارة أو تدريب، وإذا تم تدريب الشباب الموهوبين ستتم الاستفادة منهم بشكل أكبر. وأكد أن ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة في العمل الإعلامي، معلنا أن الوزارة في طريقها إلى تأسيس مركز نسائي يهتم بشؤون الإعلام، موضحا أن المرأة ستأخذ نصيبها مثلها مثل الرجل. وقال: اتضح أن النساء العاملات في مجال الإعلامي مجتهدات أكثر من الرجال، ويحضرون جيدا لأعمالهن وبرامجهن، مشيرا إلى أن الوزارة لا تفرق بين رجل وامرأة، والموهبة هي الأساس. قصور التعليم وقال إن مخرجات التعليم الجامعي ما زالت قاصرة، وأن الوزارة اجتمعت، في وقت سابق مع رؤوساء أقسام الإعلام في الجامعات السعودية، لتحويل بعض البرامج التعليمية النظرية إلى عملية، «ونجحنا في هذا»، ولكن يظل الناتج من الجامعات لا يؤهل لجدران المطابع أو استديوهات الإذاعة والتليفزيون، مطالبا بوجود معاهد تطبيقيه تكمل وتصقل مخرجات الجامعات وتؤهلهم للعمل الإعلامي. سوق إعلانية وأوضح أن المملكة العربية السعودية تعد الدولة الأولى عربيا من حيث الاستثمارات في مجال الإعلام والإعلان، مشيرا إلى أن سوق الإعلان في المملكة كبير وجاذب للمستثمرين. وذكر إن هناك بعض المؤسسات الإعلامية والاعلانية، رغم أنها منحت تراخيص، إلا أنها لم تزاول عملها، موضحا أنه لن يم تجديد أية تراخيص إلا بعد الزيارة الميدانية من قبل الوزارة للتأكد من عمل المؤسسة. فتح المجال من جانبه، كشف رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، الدكتور عبدالرحمن الهزاع، خلال مشاركته في الجلسة الثانية أن الهيئة سيكون من ضمن أهم أعمالها المقبلة هو فتح المجال والسماح للبث المركزي الكامل من المملكة للمحطات الإذاعية والتليفزيونية الخاصة. وقال إن إشكالية عدم وجود الأطر التقنية والبيئية والتنظيمية الملائمة لفتح قنوات إعلامية بشكل كامل من أرض المملكة ستكون من الماضي، معترفا بأن هذه الإشكالية كانت تواجهه عندما كان وكيلا للإعلام الداخلي. وأضاف: كانت ترد طلبات كثيرة من أصحاب قنوات تليفزيونية ومحطات إذاعية ترغب أن يكون بثهم بشكل كامل من المملكة. تعميق الشراكة بدوره قال رئيس لجنة الإعلام والإعلان سلطان البازعي إن الملتقى سعى إلى تعميق الشراكة بين الأجهزة الإعلامية في القطاعين العام والخاص لخدمة الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تشجع المستثمرين في القطاع على النهوض به والمشاركة بفاعلية في دعم برامج الدولة الاقتصادية والتنموية.