يختتم مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي تستهل فعاليات دورته التاسعة مساء اليوم الاحد سلسلة المهرجانات العربية الدولية التي تقام جميعها في موسم الخريف، بمشاركة 161 فيلما من 61 دولة عربية واجنبية. وخلافا لمعظم هذه المهرجانات التي شهدت تقلبات في الفترة الأخيرة لناحية ادارتها وتمويلها وبرنامجها، حافظ مهرجان دبي على ثبات نهجه واستقرار في ادارته وبلورة في برامجه ومفاهيمه ما جعله يظل محتفظا بافضل واجهة في المنطقة العربية لتقديم السينما العربية للعالم وتقديم سينما العالم في مهرجان عربي. ويمتاز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات العربية القديمة والجديدة بالزخم في عروضه والرؤية الواضحة التي تميز تظاهراته ما دفع المتابعين لمهرجانات المنطقة الى التأكيد على انه لا يزال بعد 9 سنوات على انطلاقه يتصدر في المنطقة من حيث القيمة والأهمية. ويقدم المهرجان عدة مسابقات وتظاهرات خاصة بالسينما العربية والافريقية والاسيوية فضلا عن عروض سينما العالم وسينما الخليج التي يوليها اهتماما خاصا. وهذا العام، يتنافس عدد غير مسبوق من الافلام لنيل جوائز المهر في مختلف التظاهرات حيث سيوزع مبلغ 575 الف دولار على ثلاث مسابقات تضم 80 فيلما وهي جوائز: المهر العربي، والمهر الاماراتي والمهر الاسيوي-الافريقي. واشارت ادارة المهرجان الى ان الافلام المتنافسة هذا العام هي الاكبر في تاريخ المهرجان وتم اختيارها من بين 1200 عمل من 115 دولة وصلت المهرجان. وفي العموم يعرض مهرجان دبي 161 فيلما من 61 دولة في 43 لغة مختلفة بينها 73 فيلما عربيا ومنها 17 خليجيا و43 فيلما تقدم في عرض عالمي أول. وتتوجه الانظار في مهرجان دبي لمتابعي السينما العربية اولا الى مسابقة المهر العربي الروائية التي ستضم هذا العام عددا من الافلام التي تمثل خصوصا الجيل الشاب في السينما العربية. وقد اعتبر المدير الفني للمهرجان مسعود امرالله العلي ان المسابقة تجسد حرص المهرجان “على تشجيع المشاريع الشابة الاولى للمخرجين الذين غالبا ما يقدمون مقترحات جمالية جديدة للسينما العربية”. وتتمثل مصر التي تزدهر فيها اعمال السينما المستقلة في مسابقة المهر العربي للروائي هذا العام بثلاثة اعمال تتصدرها مشاركة المخرج المصري المخضرم خيري بشارة بفيلم “مونولوغ” الذي يمثل عودة المخرج بعد غياب سنوات. ويقدم المهرجان اولى تجارب نادين خان في “هرج ومرج” الذي يقدم في عرض عالمي اول بينما يقدم ايضا شريط “الشتا اللي فات” لابراهيم البطوط. ويشارك من الاردن عملان اولان هما: “لما ضحكت موناليزا” لفادي حداد و”على مد البصر” لاصيل منصور بينما الغيت مشاركة ثلاثة افلام سورية من قبل ادارة المهرجان بسبب مواقف مخرجيها الداعمة للنظام في سوريا. وانحصرت المشاركة السورية بفيلم ميار الرومي “مشوار” وهو العمل الروائي الطويل الاول لمخرجه. وضمن المسابقة يشارك من لبنان شريط “عصفوري” لفؤاد عليوان وهو يستعرض تاريخ الحرب الاهلية على مدى حوالى عشرين عاما من خلال مبنى مرت عليه كل الفصائل المسلحة. كذلك تقدم التظاهرة العمل الروائي الجديد للمخرج المغربي نور الدين الخماري الذي لفت الانظار اليه في المهرجان قبل بضع سنوات. ويفتتح فيلم “وجدة” للمخرجة السعودية هيفاء المنصور مسابقة الافلام العربية بعدما دعم مهرجان دبي انتاج هذا الفيلم وهو اول عمل سعودي يصور في الرياض. وقد لاقى ترحيبا كبيرا لدى عرضه العالمي الاول في مهرجان البندقية الاخير. وتتضمن الاعمال العربية في المسابقة توجهات شتى تشمل الدراما والتجريب والكوميديا والتشويق وحتى الموسيقى. ويرئس لجنة تحكيم مسابقة المهر العربي للافلام الروائية الطويلة المخرج البرازيلي الشهير برونو بايتو بينما يرئس لجنة تحكيم المهر العربي للافلام الوثائقية المخرج البريطاني مايكل ابتيد الذي سيكرم بجائزة انجازات الفنانين الى جانب النجم المصري محمود عبد العزيز. وتتضمن مسابقة المهر العربي للافلام الوثائقية 15 فيلما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية وموضوع المرأة والصراعات والكفاح من اجل الحرية كما تتناول العادات والتقاليد الاجتماعية لكنها جميعا ترصد المتغيرات على الساحة العربية. ويترأس المخرج والروائي ووزير الثقافة الكوري الجنوبي السابق لي شانغ دونغ لجنة تحكيم المهر الاسيوي الافريقي للروائي بينما تترأس الفلسطينية مي المصري لجنة تحكيم المهر الاسيوي الافريقي في الوثائقي. وتقدم هاتان التظاهرتان اطلالة مميزة وخاصة على ابرز نتاجات القارتين عبر افلام لعمالقة السينما في تلك المناطق التي تشمل الهند والفيليبين والصين واليابان فضلا عن البلدان الافريقية. اما برنامج “الليالي العربية” فيواصل مد جسوره بين الثقافات حيث يقدم اعمالا لمخرجين عرب يعيشون في الغرب او اعمالا لمخرجين غربيين تتناول العالم العربي في عروض مفتوحة على الاكتشاف. وعلى نحو المعتاد يتضمن برنامج “عروض السينما العالمية” اعمالا رائعة تتمع بقدرة الوصول الى قلب المشاهد وتقدم بانوراما واسعة مختارة بعناية لاهم نتاجات السينما حول العالم ولاكتشافات تعبر عن آخر توجهات السينما عالميا. كذلك يقدم المهرجان مسابقة للفيلم الإماراتي وأخرى بعنوان “اصوات خليجية” تتضمن فيلما روائيا طويلا واحدا من سلطنة عمان بعنوان “أصيل” لخالد الزجالي. وستمتاز السجادة الحمراء في دبي هذا العام بحضور عدد من النجوم العالميين مثل كيت بلانشيت وكولين فيرث وفريدا بينتو وروني مارا وكريستين ديفيس وبراين فيري وشارافانتي سيانات واريكا لينز. اما عربيا فيسشهد المهرجان حضور نيللي وليلى علوي وخالد نبوي واحمد راتب وهاني رمزي وعمرو واكد ويسرى اللوزي ونرمين الفقي وسيرين عبد النور وخالد مسعود. أ ف ب | دبي