يتضمن برنامج فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته الثامنة التي تفتتح اليوم الأربعاء 16 تظاهرة تعرض على مدى تسعة أيام أفلام العرب والعالم مع تسليط الضوء على مسابقات المهر العربي والمهر الآسيوي الإفريقي والفيلم الإماراتي والخليجي، التي يمنح الفائزون بنتيجتها مكافآت مالية. ومن النجوم الدوليين الذين ينتظر أن يحضروا المهرجان ويتم تكريمهم.. الأميركي توم كروز وبولا باتن وشاروخ خان. كما يحضر من مصر جميل راتب. ويشارك توم كروز ضمن العروض العالمية عبر فيلم «مهمة مستحيلة : بروتوكول الشبح» وهو انتاج اماراتي هندي اميركي تشيكي مشترك. وفي عروض السينما العالمية ايضا تقدم هذه الدورة في خطوة جريئة ومبتكرة ضمن مهرجان، أكثر من 900 دقيقة موزعة على 15 جزءا من فيلم « أوديسيه « للاخوين كوين اللذين يتناولان عبره تاريخ السينما منذ ولادتها والى اليوم. والفيلم عبارة عن ملحمة تاريخية توثق لفن السينما بكامله مرورا بسينما عشرينات القرن الماضي وسطوع نجم هوليوود لاحقا، ثم تأثيرات الحرب العالمية الثانية على السينما التي تحولت الى خطاب أكثر جرأة. ويتوقف الفيلم عند سينما خمسينات القرن الماضي وتقلبات الستينات، ثم تحولات السبعينات وشيوع السينما الايرانية بعد ذلك مع عباس كياروستامي وآخرين وصولا الى سينما التسعينات. ويختص الفصل الأخير من الفيلم بسينما ما بعد 11 سبتمبر 2001. وتضم عروض السينما العالمية كذلك 24 فيلما من كل من المكسيك والبرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة وكندا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا وفنلندا وايسلندا. أما تظاهرة «ليالي عربية» فترصد العلاقة بين الشرق والغرب من خلال 21 فيلما أنجزها عرب مقيمون في أوروبا والغرب أو أوروبيون حول مواضيع تخص العرب والإسلام. وتتوجه الأنظار في المهرجان الى مسابقات «المهر العربي» حيث تحظى الأعمال العربية بمنبر دولي لعرضها بين أهم نتاجات العالم، ويكافئ المهرجان أفضلها بالجوائز. ويتصدر كل من المغرب ولبنان، مسابقة المهر العربي الروائية من حيث عدد الأفلام المشاركة مع ثلاثة أفلام لكل منهما من بين 11 عملا. ويشارك من المغرب «جناح الهوى» لعبد الحي العراقي و «شي عادي وشي جاي» لعبد الحكيم بلعباس و «عاشقة من الريف» لنرجس النجار الذي افتتح مهرجان مراكش السينمائي الجمعة الماضي. ومن لبنان يشارك «تنورة ماكسي» ليوسف جو أبو عيد، وتدور أحداثه في قرية نائية يحرسها مسلحون العام 1982، في حين يصور «تاكسي البلد» سائق تاكسي ينتقل من الريف الى المدينة للعمل. من لبنان أيضا يشارك «بيروت بالليل» لدانييل عربيد، ويحكي قصة مغنية لبنانية تلتقي بفرنسي في إحدى أماسي المدينة. ويشارك الأردن هذا العام بفيلمين هما الانجاز الأول لمخرجيهما، حيث تقدم المخرجة ديما عمرو «فرق سبع ساعات»، بينما يقدم الشاب يحيى العبد الله «الجمعة الأخيرة « الذي تدور أحداثه في أوساط عائلية في عمان اليوم. ويقدم مهرجان دبي ضمن هذه التظاهرة أول فيلم فلسطيني تدور أحداثه في غزة وهو أيضا فيلم أول للمخرجة سوزان يوسف. الفيلم المصري في «مسابقة المهر العربي» وقعه المخرج هاني الباجوري وعنوانه «واحد صحيح» عن شاب رومانسي يبحث عن فتاة مثالية. أخيرا يشارك فيلم «سأقتلك إن مت» للعراقي الكردي هاينر سليم المقيم في باريس وهو ناطق بالكردية والفرنسية حول صداقة تنمو بين كردي وفرنسي يلاحق مجرمي الحرب في العراق. ويلاحظ حضور قوي للمرأة المخرجة في هذه الأعمال وأيضا كثرة الأعمال الأولى لمخرجين جدد. على صعيد الخليج يضم المهرجان تظاهرتين، الأولى مسابقة خاصة بالمهر الاماراتي تشمل أفلاما وثائقية وأخرى روائية قصيرة، وتظاهرة «أصوات خليجية» مع ستة أفلام قصيرة من كل من السعودية وسلطنة عمان والكويت والبحرين. أما مسابقة المهر العربي الوثائقية فتضم 15 فيلما وثائقيا تناول بعضها الثورات العربية مثل فيلم «لا خوف بعد اليوم» حول الثورة التونسية وفيلم «نص ثورة» لعمر الشرقاوي عن الثورة المصرية وأيضا فيلم المخرج أحمد رشوان «مولود يوم 25 يناير» فضلا عن هبة يسري «سنو زاد أول عشق» من مصر. وتتنوع الأعمال الوثائقية لتحكي جوانب هامة من حياة المجتمعات العربية، ويتميز هذا العام بحضور فيلم وثائقي سوداني : «سودانا الحبيب» لتغريد السنهوري الذي يوثق للمصير السياسي للسودان منذ استقلاله حتى انفصال الجنوب. ويصور الفيلم الإماراتي «أمل» لنجوم الغانم شخصية سيدة سوريا تعيش في الامارات وتقرر العودة الى سوريا لشعورها بالتهميش الثقافي، لكنها تغادر مجددا الى الامارات عقب اندلاع الثورة وانسداد مجالات العمل. ومن سوريا يقدم عمار البيك «اسبرين ورصاصة» سيرة ذاتية مقتضبة حافلة بالأصوات والأجواء المبتكرة. وتحضر عدة أعمال وثائقية من لبنان منها : «سيارة المرسيدس» التي رأى فيها هادي زكاك شاهدا على خمسين عاما من التحولات في بلاده، و «رصيف رقم خمسة» لسيمون الهبر ويصور حكايات عدد من سائقي الشاحنات العاملين في مرفأ بيروت من الستينات الى اليوم، بينما صور نديم مشلاوي «القطاع صفر» الذي يستعيد جزءا من تاريخ منطقة الكرنتينا. ومن الجزائر يقدم عبد النور زحزاح فيلما حول سكان الأندلس الذين تراجعوا الى شمال افريقيا، بينما تقدم الجزائرية ياسمينة عدي «هنا نغرق الجزائريين» حول أحداث 17 أكتوبر 1961، التي قتلت فيها الشرطة عددا كبيرا من الجزائريين الذين تظاهروا نصرة للجزائر. وفيما يخص فلسطين، يقدم ليث الجندي فيلم «شرطي على الهامش» بينما يقدم أصيل منصور فيلم «عمي نشأت» جول مقاتل فلسطيني اغتاله الاسرائيليون عام 1982. ومن العراق يقدم أكرم حيدو شريطا ناطقا بالكردية بعنوان «حلبجة» حول شخص يعود الى بلدته بعد غياب 21 عاما ليقف أمام قبر كتب عليه اسمه. وتشارك في مسابقة الآسيوي الافريقي للأفلام الروائية تسعة أفلام من جنوب افريقيا ورواندا وتايوان واليابان والصين وهونغ كونغ والفيليبين وكوريا الجنوبية. وعلى صعيد الخليج يضم المهرجان تظاهرتين، الأولى مسابقة خاصة بالمهر الاماراتي تشمل أفلاما وثائقية وأخرى روائية قصيرة، وتظاهرة «أصوات خليجية» مع ستة أفلام قصيرة من كل من السعودية وسلطنة عمان والكويت والبحرين. أما «سينما تحت الضوء» فتخصص هذا العام للسينما الألمانية، بينما تقدم خمسة أفلام هندية في تظاهرة خاصة احتفاء بالسينما الهندية.