علي محمد الماجد ستيف أروينج هو خبير الحيوانات الأسترالي الذي اشتهر بصيده التماسيح ووضعها في حدائق حيوانات في أستراليا. ستيف قضى حياته في فعل ما يحب ويهوى ويعشق. كان شغف ستيف الأساسي هو مراقبة الحيوانات والغوص في تفاصيل حياتها الدقيقة للوصول إلى حقائق جديدة ومثيرة. شرحه كان ممتعا لنا، عن غرائبها وطرق معيشتها وكيف تصطاد فرائسها، فهو قد اصطاد عشرات التماسيح كي يراها الناس في حدائق الحيوانات مقدما عشرات الحلقات التي أظهر فيها إبداع الخالق سبحانه وتعالى في خلقه. ستيف لم يتوقف عند هذا الحد بل سافر إلى أنحاء العالم ليراقب ويسجل معلومات ممتعة ومفيدة عن كائنات الله ليتحول شغفه إلى مهنة مربحة تدر الملايين وتستقطب الآلاف. لقد شاهدت له لقطة وهو يقفز من ظهر سيارة إلى جمل ليمسك برجليه ويسقطه على الأرض بحركة لا شك في أنها سوف تثير إعجاب العرب خاصة مربي الإبل. شغف ستيف انتقل إلى زوجتة الجميلة التي اصطادت التماسيح معه وتلطخت بالطين وحتى ابنتيه اللتين بدأتا تقدمان البرامج مثل ما فعل أبوهما وظهر الكثيرون ممن حذوا حذوه وقدموا لنا كثيرا من المعلومات لإثراء عقلنا العربي الذي لم يعد يرى إلا الأغاني أو الأخبار السياسية ومعظمها مفسد للعقل. ستيف قضى نحبه إثر طعنة من سمكة «راي» أو ما تسمى عندنا في الخليج باللخمة بينما كان يصور مشهدا لبرامجه. ستيف توفي وهو في وظيفة يعشقها فمن منا يعمل الآن في وظيفة يعشقها؟. أين العرب والمسلمون من هذا كله رغم أننا سبقنا هؤلاء كلهم؟ ألم يذكر لنا القرآن عجائب الإبل كيف خلقت؟ وذكر لنا النمل في آيه تظهر لنا ترتيبه العجيب حين حذرت النملة أصحابها من جنود النبي سليمان عليه السلام؟. مازلنا نذكر برامج مصطفى محمود رحمه الله الذي قدم برنامج العلم والإيمان وأظهر إبداعات الخالق في صورة إسلامية تكب له حسناتها إلى يوم الدين، فأين نحن من ذلك؟. ما أحوجنا اليوم إلى مؤسسات تمول مثل هؤلاء الباحثين والبرامج المفيدة بدلا من تمويل مسابقات الأغاني والرقص وقلة الأدب. ما أحوجنا إلى برامج تربوية سليمة تعنى بعقل الطفل وتنميته تنمية إسلامية منفتحة وجميلة.