دعا المشاركون في ندوة «مصادر تاريخ المدينة»، التي نظّمها كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينةالمنورة في الجامعة الإسلامية، إلى إنشاء وقف خيري لدعم الدراسات والبحوث المتعلقة بتاريخ المدينةالمنورة. وأوصى المشاركون في ختام أعمال الندوة أمس الإثنين، كرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ المدينة بضرورة الاهتمام بتفعيل وسائل التواصل مع مصادر التاريخ الشفوي للفترات المتأخرة، التي مايزال مَن عاصرها وعاشها على قيد الحياة، مؤكدين أهمية البحث عما يتعلق بتاريخ المدينة من مخطوطات ووثائق، والعمل على نشرها، وضبط الأسماء والأماكن المتعلقة بتاريخ المدينة ضبطا علميا دقيقا. وأكدت الندوة ضرورة تسليط الضوء على الفترات المهمة في تاريخ المدينة، التي لم تُعطَ حقها من البحث والتأليف، والعمل على تغطية الفترات المتبقية من تاريخ المدينة بعد القرن التاسع الهجري، منوهة إلى ضرورة الاهتمام بما تقدمه كتب الطبقات والتراجم والأنساب والرحلات من مادة علمية في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، كونها تسد النقص الحاصل في هذا الجانب في المصادر التاريخية الأخرى، وأهمية الاستفادة من تلك المصادر في كتابة تاريخ المدينةالمنورة. كما أكدت أهمية إعداد قائمة بيبلوجرافية بمصادر تاريخ المدينة، سواء كانت مصادر أولية أم ثانوية، لمساعدة الباحثين في تاريخ المدينة، والراغبين في الاطلاع عليه، وطبعها على وسائط رقمية. وحث المشاركون في الندوة كرسي الأمير سلمان على انتقاء أجود الأبحاث الصادرة عن هذه الندوة لنشرها باسم الكرسي، تعميما للاستفادة العلمية، والدعوة إلى تعميق التواصل بين الباحثين والمؤسسات العلمية والكرسي في مجال مصادر تاريخ المدينةالمنورة والأبحاث الأخرى المتعلقة بتاريخها، إضافة إلى التواصل مع الباحثين المحليين في المحافظات التابعة للمدينة المنورة، والبحث عن المهتمين بتاريخ محافظاتهم، وإبراز عطاءاتهم. وأوصوا الكرسي بإعادة طباعة مصادر تاريخ المدينةالمنورة التي لم تحظ بتحقيق علمي، وطباعة ما لم يطبع منها، وإعداد الدراسات العلمية حولها، وتفعيل تواصل الكرسي مع أقسام التاريخ في الجامعات السعودية، لا سيما قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية، لطرح موضوعات علمية ذات صلة بمصادر تاريخ المدينةالمنورة. وشهدت جلسات اليوم الثاني من الندوة تقديم أبحاثٍ عرضت نماذج من مصادر تاريخ المدينة، ولاقت أطروحاتها نقاشا بين المشاركين في الندوة وضيوفها. وتطرقت الأوراق المقدمة إلى محتويات عدد من الكتب التي تناولت تاريخ المدينةالمنورة. وكان أمير منطقة المدينةالمنورة، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، قد افتتح أمس الأول الأحد أعمال الندوة، التي ينظمها كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينةالمنورة في الجامعة الإسلامية، بالشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع. وقد وجّه الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فهد السماري، خلال افتتاح الندوة سؤالا لزملائه المتخصصين في التاريخ حول مقدرتهم على استثمار الفرص والإمكانات التي قدمتها حكومة المملكة لهم لتأدية واجبهم العلمي، مضيفا أن التحدي كبير، وعلى المتخصصين مسؤوليات كبيرة، من حيث انتقال البعض من التذمر والتشكي والانتقاد غير المبرر إلى المشاركة والتفاعل واستغلال الوسائل والدعم المادي المتاح، مؤكدا أن المتبقي عليهم هو الإنجاز، وتقديم الجديد، بغية موازاة تلك الإمكانات بما يليق بمكانة المدينتين الفاضلتين، مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة.