رغم التحذيرات المستمرة والمتكررة من قبل الدفاع المدني للمواطنين والمقيمين بعدم الاقتراب من مواطن السيول وجريان الأودية وتجمعها وعدم السباحة في مستنقعات مياه الأمطار سواء أثناء أو بعد هطول الأمطار، فإن تلك التحذيرات لا تلقى تجاوباً من قبل المواطنين ويتم تجاهلها عادة، فنجد المواطنين يسارعون إلى زيارة تلك الأماكن وبأعداد كبيرة، بل وصل الحال ببعضهم إلى المغامرة والجلوس في بطون الأودية أثناء هطول الأمطار وإقامة المخيمات فيها والسباحة في السيول، ورغم أننا في كل عام نسمع عن حوادث الغرق وفقدان بعض المتنزهين جراء عدم الاكتراث بتحذيرات الدفاع المدني إلا أن الحوادث في ازدياد! ومن المثير للحيرة والتعجب في آن واحد أن بعضهم يلقي باللوم في حالة حصول حوادث غرق أو فقدان أحد المتنزهين على الدفاع المدني ويتهمه بالتقصير وعدم أداء واجبه في حماية المواطنين والمقيمين كما يجب، بل وصل الحال ببعضهم لإلقاء اللوم على الحكومة والحديث عن ضعف البنية التحتية ولا أعلم كيف تكون هناك بنية تحتية في بطون الأودية ومواطن السيول؟! لست هنا بصدد الدفاع عن الحكومة ولا موظفي الدفاع المدني بل قول الحقيقة وتعرية الواقع والاعتراف بالأخطاء فكما على الدولة واجبات ومسؤوليات تجاهنا، نحن أيضا علينا واجبات ومسؤوليات تجاه أنفسنا وعائلاتنا، فكم من طفل ومراهق غرق بسبب إهمال عائلته لمراقبته، أو السماح للأبناء باللعب حول السيول أو السباحة في المستنقعات رغم خطورة الوضع، فتجاهل التحذيرات المتكررة واجتياز مجاري السيول -رغم المخاطرة الكبيرة وتكرار حالات الغرق- بالسيارة أو مشياً على الأقدام هي مسؤولية من يقرر أن يخاطر بنفسه أو عائلته من أجل البحث عن مغامرة غير محمودة العواقب.