1 كانت له لحية طويلة، وكان يبدأ كلماته بجمل: جزاك الله خيراً وأثابك الله، وفي اليوم الثاني لسقوط البرجين جلس على كرسي الحلاقة، موصياً الباشا الحلاق أن يُهذب كثيراً مما طال واستطال، وأن يجعل المحيا يبدو متوائماً مع العصر الجديد! عصر ما بعد 11/ 9 2 حينما بدأت حملة (معاً ضد الإرهاب) تخلص من لحيته وشاربه نهائياً، وبدأ يبشر بالوسطية كمنهج حياة متوائمة ومتصالحة مع نفسها ومع الآخرين؛ مع أن زملاءه يقولون إنه لم يُعرف بموقف وسطي واحد منذ تخرجه من الجامعة! 3 أصبح مرة ليبرالي، ومرة إسلامي، وبعد الربيع: «ثوري» بالطبع، وهو يضبط ساعته على نبض كل مرحلة لوحدها؛ حتى قيل إنه أحد خمسة من المتحولين/ المتلونين الذين لا يمكن أن يعرف أحد إلى أين تأخذهم البوصلة! 4 المقربون منه ضاعوا تماماً بين تحولاته المزعجة والمستفزة، وحينما صارحوه بالأمر؛ بدا سعيداً بملاحظاتهم الدقيقة التي تنم عن الذكاء والفطنة كما يدعي، وأخذ هيئة المعلم الخبير قائلاً: (الجمهور عايز كده)! 4 موجة التحولات مدهشة إلى حد كبير في مجتمعنا لكن الجمهور (مش عايز كده أبداً) بل هو يبحث عن إنسان متوازن؛ لا يبيع المواقف، ولا يتحول إلى أراجوز تحركه منافع زائلة. 5 إنه موجود في كل مكان، ومناسب لكل مرحلة، ومتحدث بكل لسان هذه الأيام، ويعد في نظر كثيرين وسطياً جداً، وصالحاً لكل عصر وأوان؛ لكنه -مع احترامي- غير مُصلح لأي منهما!