اعتبر الدكتور علي بن حمزة العُمري، مدير جامعة مكةالمكرمة المفتوحة، أن ما قام به محسن الدوسري، الشهير ب (أبي عبدالملك) بعد تحوله للمجال الغنائي جاء بنية حسنة، وقال العُمري في حديث أن عبدالمحسن الدوسري ربما قرأ في المسائل الفقهية واستدل بآراء الفقهاء الذين يجيزون استخدام الموسيقى. وأضاف العُمري: "كل هذا يمكن تفهمه بشكل إيجابي، إلا أنني أعتب على المنشد كونه غيّر من شكله وهويته ليخالف بذلك السُنن والأحكام الشرعية". كما أكد الدكتور العُمري أن ما قام به أبو عبدالملك يعتبر أحد التحولات السريعة التي تحدث من قبل بعض المنشدين، إلا أن كل هذه التحولات جعلت المنشد في حرج مع جمهوره وأدى إلى خسرانهم. وقال مسترسلاً: "أعتقد أن بعض المنشدين خسروا البوصلة في التوجيه، بمعنى أن يصنع شيئاً جديداً ويريد أن يواكب متغيرات العصر، لكن في كثير من الأحيان لا يستطيع التأثير في الشريحة التي اختارها لعدم فهمه لطبيعة الجمهور المستهدف". وحول طبيعة تأثير الدعاة على المنشدين المتحولين، قال العُمري: "لسنا في بيئة المسجد أو الحي كما هو الحال في السابق، وبالتالي يصعب على الدعاة الضغط على المتحولين إلى مجال آخر"، مؤكداً أن العولمة كانت هي السبب في هذا التحول. كما ناشد العمري جميع الدعاة بضرورة حسن التوجيه والابتعاد عن المصادمة في مثل هذه الحالات، بقدر ما يكونون أٌرب ما يكون إلى المنشد وحسن توجيهه. من جانب آخر، أشار العُمري إلى أن النشيد الإسلامي ليس مختصاً بجانب واحد فقط وهو الجهاد، إنما يستوعب كل الأمور الحياتية الأخرى، فقال: "يمكن للنشيد أن يتطور ويواكب احتياجات الناس، فله أن يخاطب الأسرة والزوجة وهموم الناس، كما يمكن إدخال الإيقاعات عليه، إضافة إلى جزء من الموسيقى التي أباحها بعض الفقهاء في ذلك، لكني أنا ضد تغيير الهيئة والشكل".