سألت صديقي أكرم عن فيلم جوراسيك بارك فأنكر معرفته!. في عائلتي عندنا تقليد: ليس من فيلم عن الغواصات إلاّ وشاهدوه بمتعة. السبب في هذا يعود للذي أشبع خيالهم العلمي بقصة جول فيرن (عشرين ألف فرسخ) تحت الماء. هنا الرقم لا يقصد به العمق؛ ذلك أن أعمق نقطة في المحيطات عند بقعة ماريانا في المحيط الهادي تبلغ 11 كيلو متراً. قصد بها الكاتب طول الرحلة، وهي قصة مثَّلها (كيرك دوجلاس) منذ أكثر من نصف قرن، عن كابتن غامض بنى غواصة، أراد أن ينتقم بها من دول الاستعمار فيفجر سفنهم. بالنسبة لصديقي أكرم لم يسمع لا بفيلم جوراسيك بارك ولا عشرين ألف فرسخ تحت الماء. بعد ثورة الاستنساخ انفجرت الأرض العلمية عن آثار جانبية شتى منها تمثيل فيلم جوراسيك بارك. أصل الفكرة جاءت من الطبيب الأسكتلندي الذي قام بثورة في الإنجاب، أن الجنين يمكن أن يأتي للحياة بغير الطريقة التي تكررها الخليقة كل لحظة بالزوجية بل بالأحادية ومن الأنثى فقط دون لقاح وملاقحة. في فيلم جوراسيك بارك تقوم الفكرة، وهي من الناحية العلمية سليمة حيث عثر فعلا في صمغ الراتنج بقايا من حشرات حفظت سليمة منذ عشرات ملايين السنوات؛ ذلك أن الجنس البشري حديث العهد على الأرض أما الحشرات والعقارب فهي منذ مئات ملايين السنوات. فكرة الفيلم أنهم أخذوا المادة الوراثية المحفوظة في دم بعوضة محتجزة في صمغ الراتنج. البعوضة شرقت دم الديناصور منذ 150 مليون سنة. في دم البعوضة كريات بيض وحمر من دم الديناصور القديم. الكريات الحمر تآكلت أما البيض فهي خلية بثابت كروموسومي. يمكن أخذ المادة الوراثية ثم حقنها في بويضة سحلية فتخرج بإذن الله ديناصورا إما نباتيا أو لاحما أو أشكال شتى من ديناصورات مختفية منذ قديم الأحقاب من وجه الأرض. وبذلك يمكن إعادة الديناصورات إلى الحياة. كثير من الناس يعيشون في أحواض محدودة من الثقافة، بل وأحياناً شيء من النفور. أنا شخصياً كتبت في كتابي قوانين البناء المعرفي أهمية أن تكون في خزانة البيت أفلام راقية يمكن أن تثري مخيلة الطفل، وتسلي العائلة؛ فتصبح تقليدا أن ترى العائلة سوية فيلما منتقى بعناية. ومما أنصح به مثل هذا الفيلم العلمي وهو من العالم القديم، وكذلك من عالم البحار عشرين ألف فرسخ تحت الماء، وكذلك فيلم اللب (The Core) عن محتويات الأرض، وإنقاذها من وهج الأشعة الشمسية، وهناك الكثير من الحكايات مثلت فجاءت رائعة، وأخرى لم تمثل وأقول يا ليت مثلوها فيلما؛ مثل رحلة ماجلان لستيف تسفايج، أو السجينة لمليكة أوفقير، أو الإخوان والثورة لحسن عشماوي وعشرات غيرها.