تحذيرات من الأخطار الصحية الناجمة عن إطلاقه في الحياة البرية أثمرت جهود العلماء في حملتهم لمكافحة مرض الملاريا الخطير الذي يفتك بملايين الناس ويهدد حياة الأطفال حول العالم وخصوصا في الدول النامية، بنصر جديد ومثير للجدل، وذلك بعد إعلان علماء أميركيين عن تطويرهم لجيل من حشرات البعوض المهندس وراثيا التي لا يمكنها نقل طفيلي الملاريا. وقال العلماء أول من أمس أن الاختبارات أثبتت أن حشرات البعوض المهندس وراثيا المقاوم للملاريا يمكنها أن ترسخ وضعها في الحياة البرية، الأمر الذي سيقود إلى إزاحتها لحشرات البعوض الطبيعية الناقلة. وكانت أعمال تطوير حشرات من البعوض المقاوم لمرض الملاريا قد واجهت عقبات كبيرة في الماضي بعد ازدياد المخاوف من أن يؤدي تطعيمها بجينات مقاومة للمرض إلى إضعاف بنية الحشرات، وبالتالي صعوبة ديمومتها وبقائها على قيد الحياة. وتنصب فكرة هذه الأعمال على تمكين الحشرات المقاومة للملاريا من التناسل ثم الهيمنة، بحيث أنها لا تنقل طفيلي الملاريا من الحيوانات المريضة نحو الإنسان أثناء لسعها له. وقد نجح فريق من الباحثين في معهد الملاريا في جامعة جونز هوبكنز الأميركية في ماريلاند برئاسة مارسيلو جاكوبز لورينا في تطوير بعوض مهندس وراثيا، بعد أن طعموا البعوض الطبيعي بجين يمنعه من تمرير الطفيلي المسبب لمرض الملاريا. وتم إنتاج 1200 من هذا البعوض الجديد، ثم حررت حشراته نحو قفص يحتوي على فئران مصابة بالملاريا، كما يحتوي أيضا على نفس العدد من حشرات البعوض البرية.