صديقي أبو فراس السعودي من أبها يتحفني دوما بما يعرف بالإثارة الذهنية (Brain Storming) قال لي حدثني عن هذا المشروع أين وصل؟ نحن سمعنا عن مشروع الجينوم البشري الذي انتهى، وقفز منه العلماء إلى جينوم الشمبانزي وإنسان نياندرتال الذي مات قبل 35 ألف سنة من بقايا تركها؛ بل حتى فيلم جوراسيك بارك قامت فكرته من الجينوم. قلت لصديقي أبو فراس كما فعل العلماء بالجينوم البشري فالعلماء الألمان يعكفون على مشروع الماموت (Mammoth – Project) بجمع كل ما يتعلق بالقرآن في العشرين سنة المقبلة وإيداعها في بنك للمعلومات (Data-Bank). هذه ستكون مهمة الفريق الأول. أما الفريق الثاني فستكون مهمته التحليل (Analysis). العلماء الألمان سيقومون بتفكيك المحتوى القرآني كما فعل علماء لوس آلاموس في تفكيك الكود الوراثي عند الإنسان. لقد كلف مشروع الجينوم البشري ثلاثة مليارات دولار اشتركت فيه معظم دول الأرض حتى خطف المشروع (كريج فينتر) فسبق الجميع عام 2000م بكلفة 300 مليون دولار بمشروع منفرد. وهو يحاول حالياً تفكيك كل جينومات الكائنات الحية. هو حالياً على حد علمي على ظهر مركب خاص به يمخر عباب البحار يستقرئ جينوم الكائنات البحرية. مشروع الجينوم القرآني سيقوم العلماء الألمان بتفكيك المحتوى القرآني ودراسة نصوصه، وليس عندنا فكرة بالضبط إلى أي شيء ينتهون؟ لقد حركت هذا الموضوع مع كثيرين أنه آن الأوان لوضع تفسير جديد للقرآن. بل يمكن وضع عنوان مختلف نخرج به عن نسق علمائنا الأسبقين. لقد أبدعوا وعلينا أن نبدع. ذهبت يوما إلى بيت أخي (هشام علي حافظ) في جدة وعرضت عليه المشروع. كان متحمساً له. ولكن الأجل سبقنا فخطفته يد المنية رحمه الله. المثال على ذلك وأكتب أنا بغاية الحذر في هذا الموضوع- معرفة الزمن التاريخي الذي عاش فيه إبراهيم عليه السلام ومعنى رحلاته؟ وهل كانت نهاية قوم لوط بالبركان؟ وهل يمكن التنقيب في المكان؟ مثل آخر. هل من بقايا لسد يأجوج ومأجوج؟ مثل آخر ما معنى تحريم لحم الخنزير وطبيعة البروتينات في لحمه؟ نحن نعرف الآن عن قانون (فولستد Volsted – Law) الأمريكي في تحريم الخمر الذي استمر 14 سنة بين عامي 1919 و1933م بدون فائدة، لقناعة القائمين على التحريم بضرر الخمر؛ فهل من أدلة على بروتينات الخنزير بنفس القوة؟ مثل آخر: متى عاش نوح؟ هل كان هذا الرجل من أولي العزم من الرسل في وقت ما قبل الكتابة (Pre – Historic – Period) كما يقول القرآن عن موسى وإبراهيم أنهما عاصرا مرحلة اختراع الكتابة (صحف إبراهيم وموسى). استمر الحديث بيني وبين أبو فراس 49 دقيقة كانت أجمل معايدة من أحب الناس.