الحياة بطبيعتها تتطلب منا تنفيذ كثير من الأعمال التي وقودها الأساسي النشاط والحيوية لكي نستطيع الخروج من غرفة الأعمال وقد ارتسمت حياتنا بالشكل الذي نطمح إليه، ولذلك فالشباب هم الأكثر قدرة على إنجاز تلك الأعمال وعلى الوجه الأمثل والأفضل. الشباب طاقة جبارة ليست بتلك السهولة، حيث تمتاز بقدرتها على إنجاز الأعمال وبدقة متناهية وتقديم تلك الأعمال المنجزة على طبق لكي يتذوق المجتمع هذا النجاح الذي يحظى به. لكن إذا لم نجد مكاناً متوافراً لهذا المرحلة العمرية فماذا سيكون وضعهم؟ وإلى أين ستتوجه طاقتهم الكامنة؟ خصوصاً إذا كانوا محاصرين ومقيدين ليس لديهم خيار آخر سوى محلات الإنترنت وجلسات المقاهي «الشيشة» لا يوجد ما يشغلهم ولا حتى مكان آمن يحتويهم، شبابنا مصابون بفراغ خطير ونسبة بطالة كبيرة لا مسارح ولا دور سينما ولا نوادٍ رياضية «غير تجارية» ولا مغريات حقيقية للتوظيف بالقطاع الخاص. البطالة داء يشير إلى أن نسبة الجرائم ستزيد ونسبة السرقات سترتفع وذلك أمر طبيعي، لأن هناك نفوساً إن لم نشغلها بما هو خير، انشغلت بما هو شر، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يردد الدعاء: (اللهم إننا نعوذ بك من شرور أنفسنا). برنامج حافز كان أحد الحلول لداء البطالة بحيث يتم تخصيص مرتب شهري لكل عاطل بمقدار ألفي ريال، وبغض النظر عن مشكلات التحديثات والخصم أو مشكلة شروط القبول في البرنامج، فإننا نركز الآن أكثر على البرنامج نفسه وآلية تنفيذه ووضع تساؤلات بحكم انتهاء تلك الفترة التي وضعت لهذا البرنامج ونتساءل: هل نجح البرنامج؟! هل هناك تقويم لجودة مخرجات هذا البرنامج؟! هذا البرنامج والعدد الهائل المشترك به أدخل في نفسي العجب والاستغراب حيث يمكنني تشبيه ذاك التعجب بمشهد تصوري لذلك المريض الذي يشكو من علة في جسده فيذهب للطبيب لكن يتفاجأ بأن الطبيب وبشكل مباشر لجأ لاستخدام المسكنات دون تشخيص الحالة ومعرفة السبب ومعالجة المرض، ونسي ذاك الطبيب أن المسكنات لها «مفعول مؤقت».. ثم تعاود الظهور وبشكل أقوى. لكن عملية اللجوء للمسكنات لها تفسيران لا ثالث لهما: إما بسبب أن الطبيب يفقد القدرة على تشخيص الحالة أو بسبب أن المرض من النوع الميؤوس منه فليس هناك حاجة لاستخدام العلاج، والسؤال هنا: أي التفسيرين ينطبق على برنامج حافز؟