حذر نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” والرئيس التنفيذي المهندس محمد الماضي، من المساس بأسعار غاز اللقيم، وقال ل”الشرق”، إن رفع أسعاره أمام مصانع الشركات يعرقل مسيرة سابك، وينعكس سلباً على الصناعات ومستقبلها، وأضاف أن لجنة وزارية شكلها المقام السامي تتدارس أوضاع الصناعات. وبشر الماضي بالاستثمار في العقول الوطنية، مفيداً أن شركته سوف تعتمد على إنتاج العقول من أبحاث وابتكارات بدلاً من المواد الخام.. ورأى الماضي أن ما تحقق من إنجازات ومن إنتاج فكري واختراعات أتى بعد أن كونت سابك مركزاً مالياً قوياً، يقوم بمساعدة سابك في شقين؛ الشق الأول الانتشار عالمياً وإنتاج مواد جديدة وصقل مواهب وتوظيف شباب سعوديين، والثاني أنها توزع أرباحاً مجزية للمساهمين، موضحاً أنه إذ اختلت هذه التركيبة عن طريق رفع أسعار اللقيم فإن ذلك سيؤدي إلى تخفيض عوائد الشركة، وهو ما يؤثر في النمو والابتكار والسعودة وتدني أرباح المساهمين. وأشار إلى أن رفع سعر الغاز بشكل غير منطقي سوف يؤثر في نمو الشركة وفي توظيف السعوديين والأرباح التي تذهب للمساهمين. ونوّه الماضي بالرعاية الحكومية، مؤكداً أن الشركة نتاج فكر القيادة البعيد المدى، الذي أثمر عن عملاق صناعي يضاهي مثيلاته عالمياً. وقال إنه ليس لديه علم بجولة المحادثات بين الجانب الحكومي الممثل بوزارة البترول وشركتي أرامكو وسابك المستهلك لغاز اللقيم. وفيما يتعلق ببدايات سابك، أوضح أنها بدأت بمليارين ونصف المليار ثم خمسة مليارات، أما الآن فإن حجم الشركة يقدر بنحو 300 مليار ريال، مشيراً إلى أنها انطلقت من الصفر وكانت تعتمد على استيراد التقنية والآن تصدرها، كما كان نسبة السعودة (صفر)، والآن يدير ماكينة الشركة ما يزيد على عشرين ألف سعودي. وراهن الماضي على أن سابك سوف تقود بعقولها المستقبل، إذ أنها تعول على الابتكارات وتطوير التقنية والأبحاث وبالتالي مستقبلاً لن يعول على المواد الخام، بل على العقول البشرية التي ستكون مرتكز تميز سابك. وحول شركة جنرال إلكتريك سابك، قال: عندما خططنا للاستحواذ على الشركة كنا على يقين أنها حصان رابح، وهي الآن في مسار تصاعدي في تدفقها المالي وتسديد ديونها، وسابك لم تدفع لقاء الاستحواذ سيولة مالية بل ديوناً، والشركة الآن تسدد ديونها، مؤكداً أنها خلال فترة بسيطة سوف تتحرر من ديونها وتكون كأنها حصيلة مجانية للشركة، وقد حققنا مكاسب كبيرة من الشركة من أبرزها الفكر والتخطيط الذي أفرز معه تطوير القيادات. وأضاف الماضي أن سابك تكاد تكون الشركة الوحيدة التي تقود استحواذاتها بنفسها دون الحاجة إلى شركاء أو وسطاء، بل ونستفيد من التقنيات. وحول الصعوبات التي تواجه شركة كيان، قال إن “كيان” عملاق كبير، وصادف أنها أنشأت بنيتها التحتية والفوقية في وقت أزمة وموجة غلاء أسعار اجتاحت العالم، وهي عبارة عن 16 مشروعاً، وكان لابد أن يتم الانتهاء من تشييد مصانعها خلال فترة وجيزة أربع سنوات، وفي مناخ صعب للغاية بعد نزول الاقتصاديات العالمية، وصادفت ذلك طفرة محلية ألهبت الأسعار بشكل ضاعف من تحديات الشركة ولم نجد صعوبة في التشغيل، والشركة الآن تنتج بنسبة %90 – %95، رغم أنها كلفت مبالغ باهظة، ولكننا نراهن أنها ستحقق مكاسب لمساهميها سوف تعوضهم، كما أننا نعول على ما تملكه الشركة من ميزات نسبية، خاصة وأنها تدخل الأسواق العالمية بمنتجات حديثة وجديدة لأول مرة تطرح في السوق السعودية، من أبرزها البولي كربنيت، والأثومنيل، الفسوليت.