وصف أستاذ الأدب العربي في جامعة الملك سعود، الدكتور مرزوق بن تنباك، المؤسسات الأهلية في المملكة العربية السعودية بأنها «شكلية»، ولايمكن تسميتها بمؤسسات مجتمع مدني. وقال بن تنباك، خلال محاضرة بعنوان «المجتمع المدني في زمن التحولات»، ألقاها في مقر «خميسية» الجاسر في الرياض أمس، إن بوادر المجتمع المدني، التي وثقها الباحث محمد القشعمي في كتاب «بوادر المجتمع المدني في المملكة العربية السعودية»، ليست بنية حقيقية لمجتمع مدني، مرجعاً ذلك لعدة اعتبارات أهمها أنها ليست مستقلة. وأشار بن تنباك، في محاضرته، إلى أن المجتمع في دول الخليج العربي يعاني من انعدام للطبقة المتوسطة، التي تشكل الأساس لأي مجتمع. وأوضح أن الأنظمة الديموقراطية يتضح فيها معالم المجتمع المدني، حيث التقسيم والفصل بين السلطات، لافتا إلى أن المجتمعات الليبرالية والعلمانية تتسم بالشفافية والمساواة، وانخفاض نسبة الفساد فيها، بينما تعاني الأنظمة الشمولية، خاصه ذات الاقتصاد الريعي، والتي تعتمد على مصدر اقتصادي واحد، ليس في الجهد نصيب فيه، من استغلال السلطة، ووجود حبل سري بين القطاع الخاص والعام، واحتلال كبار التنفيذيين في الدولة أملاكا في القطاع الخاص الذي يتضخم على حساب المال العام. وقال «أصبحت مؤسسات المجتمع المدني، التي تمارس نشاطها بحرية دون تدخل حكومي يذكر، عبارة عن الأذرع المنفذة لمبدأ الديمقراطية في أرض الواقع السياسي. وأن معظم الدول الديمقراطية الحديثة تحكم وتدير شؤونها المختلفة في الواقع الفعلي، من قبل مؤسسات المجتمع المدني فيها، بصفة أساسية». وأضاف أن العقد المنصرم شهد توسعاً مذهلاً في حجم ونطاق وقدرات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، مدعوماً بعملية العولمة واتساع نطاق نظم الحكم الديمقراطية، والتكامل الاقتصادي. وأن عدد الجمعيات المدنية المعترف بها عالميا ارتفع من ستة آلاف في 1995 إلى 150 ألفا عام 2010، موضحاً أهمية هذه الجمعيات في تقديم المساعدات الإنمائية على مستوى العالم، وأنها أصبحت جهات مهمة لتقديم الخدمات الاجتماعية، وتنفيذ برامج التنمية الأخرى، كمكمّل للعمل الحكومي، لاسيما في المناطق التي يضعف فيها الوجود الحكومي، كما في أوضاع ما بعد انتهاء الصراعات. واستعرض بن تنباك، خلال المحاضرة، بعضاً لتعريفات مصطلح المجتمع المدني، مثل تعريف البنك الدولي، الذي يوضح أن «المجتمع المدني مجموعة واسعة النطاق من المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية التي لها وجودٌ في الحياة العامة، وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية». وقال إن مصطلح منظمات المجتمع المدني يشير إلى «مجموعة عريضة من المنظمات، تضم الجماعات المجتمعية المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات المهنية، ومؤسسات العمل الخيري».