توقع خبراء ومحللون سياسيون أن تشهد الفترة الثانية للرئيس باراك أوباما انفتاحا وتحررا أكبر، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وتحديدا الملفين الفلسطيني والسوري، بيد أن الخبراء اتفقوا على أن هذا التحرر سيكون جزئيا، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تغير سياستها تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط، خصوصا أن الحزب الديمقراطي لا يريد أن يغامر بمستقبله من أجل أوباما. صدقة فاضل صدقة فاضل وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور صدقة فاضل: «ستشهد الفترة الثانية للرئيس باراك أوباما بعد فوزه بولاية ثانية تحسنا فيما يتعلق بالنظر إلى قضايا الشرق الأوسط». وأضاف: «أوباما غيَّر سياسة أمريكا من سياسة عدوانية سلبية إلى سياسة سلمية، لكن العالم العربي والإسلامي أصيب بخيبة أمل كبيرة بسبب ضغط جماعات المصالح التي أعاقت تنفيذ وعوده تجاه العالم العربي والإسلامي «. وشدد فاضل، على أن نوايا أوباما إيجابية وهي أفضل من نوايا مَن سبقوه من الرؤساء السابقين، مشيرا إلى أن جماعات الضغط من جهة، وانشغاله بالإصلاحات الاقتصادية في أمريكا التي خففت نسبة البطالة من 12% إلى 7% من جهة أخرى، كانت السبب في عدم تنفيذه لوعوده. وتنبأ فاضل، بأن يكون أوباما في فترة رئاسته الثانية أكثر تحررا واستقلالية، خصوصا فيما يتعلق بالملفين السوري والفلسطيني. واستدرك فاضل: « لكن يجب أن لا نفرط بالتفاؤل لأن أوباما محكوم بسياسات حزبه الديمقراطي الذي يريد أن يبقى فترة رئاسية جديدة بعد ذهابه، لذلك لن يضحي بثوابته أمام مجموعات الضغط والمصالح التي سترجح كفته في الانتخابات المقبلة بعد أربع سنوات». علي التواتي علي التواتي ولاحظ الكاتب والمحلل السياسي علي التواتي، أن الرئيس أوباما وبدعم من حزبه الديمقراطي، قد بدأ بجملة من التحركات التمهيدية مع وجود بوادر لفوزه قبل نهاية الانتخابات، من خلال ذهاب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى الصين، وعقدها صفقة ستظهر نتائجها في القريب العاجل، وكذلك جمع المعارضة السورية في دولة قطر ما يوحي بوجود خطوة نحو حل الأزمة السورية في الفترة القريبة التي ستشهد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وخروجه من سوريا غالبا خلال شهرين على الأكثر، مشددا على أن الرئيس أوباما بدأ بترتيب الوضع تمهيدا لجملة من الخطوات في السياسة الخارجية الأمريكية التي شهدت ضعفا واضحا في فترة رئاسته الأولى بسبب انشغاله بحل الأزمات الاقتصادية الداخلية بعد التركة الثقيلة التي خلَّفها له الرئيس جورج بوش الابن. واستدل التواتي، على ذلك بصعود الدور الروسي في المنطقة، وعدم قيادة أمريكا الضربة التي وجهت للقذافي، وكذلك دور إسرائيل التي أوقفت اندفاع أمريكا تجاه حل الأزمة السورية بعد زيارة نتنياهو للرئيس أوباما. وأشار التواتي إلى أن الرئيس أوباما ينتظره تحسين صورة السياسة الخارجية الأمريكية في فترته الرئاسية الثانية بعد نجاحه في حل الأزمات الداخلية التي انشغل بها في الفترة الأولى.