توقع عدد من المراقبين والمحلليين السياسيين السعوديين تعامل إدارة الرئيس الأمريكي أوباما في ولايته الثانية بجدية أكثر مع ملفي الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني، لكنهم أشاروا في تصريحات ل «عكاظ» إلى أنهم لا يتوقعون تغييرا جذريا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية. فمن جهته، تمنى الدكتور علي التواتي ألا تتكرر التجارب السابقة للرئيس أوباما في الشرق الاوسط، وقال «إن أوباما سيكون في الفترة الثانية أكثر تحرراً على الصعيد الدولي، وسيعمل على إظهار الوجه الآخر الأكثر صرامة». وأضاف أن التوقعات المنطقية بعد فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية هي سعي إيران جديا في هذه الفترة إلى إنهاء أزمة ملفها النووي؛ لإدراكها بأن الإدارة الأمريكية ستكون أكثر حزماً في التعامل مع هذا الملف من أي وقت مضى. وعن الأزمة السورية قال إن كل المؤشرات تشير إلى أن نظام بشار سينهار بخروجه من الحكم خلال شهرين من الآن نتيجة للتحركات الأمريكية لاحتواء حلفائه الأقوياء كروسيا والصين وتغيير مواقفهم. أما الدكتور صالح بن عبدالرحمن المانع المحلل السياسي فقال إن العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة متميزة دائما والتعامل بينهما هو تعامل دولتين حليفتين. وحول انعكاسات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد إعادة انتخاب أوباما أشار إلى أن عامل الحذر سيطغى على التعامل مع الملف الإيراني، بسبب أن حكومة أوباما لا تريد فتح جبهات حربية مع أي دولة كانت. ولفت إلى أن سلاح العقوبات الاقتصادية استطاع أن يفرض نفسه بخنق الاقتصاد الإيراني بشكل فعال ما لم تفعله الأسلحة الاستراتيجية الأخرى. ونفى أن يكون أوباما متحمسا لفكرة الدخول جديا في حل جذري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما كان في بداية عهده رغم خلافاته العلنية مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفيما يتعلق بملف الأزمة السورية، قال إنه من المتوقع أن يعمل أوباما على زيادة الضغط على الدول التي تؤيد الرئيس الأسد لتغيير موقفها. من جهته، قال إبراهيم ناظر إن أمريكا تنظر إلى المملكة دائماً على أنها شريك اقتصادي وحليف استراتيجي مهم لما تتمتع به من احترام وتقدير من قبل المجتمع الدولي خاصة دول العالم العربي والإسلامي. وباعتبارها دولة لها ثقلها السياسي والاقتصادي الذي لا يمكن تجاهله. ومن هذا المنطلق تحرص الحكومات الأمريكية المتعاقبة دائماً على تعزيز الروابط بينها وبين الرياض في مختلف المجالات. وأضاف أن الإدارة الأمريكيةالجديدة تدرك الدور الرئيس الذي تضطلع به المملكة كونها عامل استقرار مهم في منطقة الشرق الأوسط من حيث مبادراتها الرامية إلى نزع فتيل الأزمات التي تنشب بين بعض دول المنطقة وبالتالي سيحرص على تعزيز الشراكة مع الرياض.