وقال المحلل السياسي والاستراتيجي الدكتور علي التواتي إن الاشتراكية في فرنسا كانت دائما أكثر قربا للقضايا العربية من نظيرتها اليمينية، وسوف يسهم في انخفاض نسبة معاداة الأجانب في فرنسا. وأضاف «أما بالنسبة للمملكة فإن العلاقات السعودية الفرنسية كانت ولا تزال دائما ثابتة ومتنامية ولم تتأثر بتغيير الحكومات»، لافتا إلى أنه متفائل بأن العلاقات الفرنسية السعودية الخليجية سوف تزدهر لأن لفرنسا والمنطقة العربية والخليجية مصالح مهمة ومشتركة. وعن كيفية التعامل مع الملف السوري، أشار التواتي الى أن الاشتراكيين أكثر استقلالية في قراراتهم، ولا تعنيهم الضغوط وسياسات الدول الأخرى، ودائما ما تأخذ السياسة الاشتراكية الفرنسية في اعتبارها دائما مصلحة المسيحيين في المنطقة وخاصة في لبنان وسوريا. حيث إن الاشتراكية الأوروبية ليست كالاشتراكية الروسية فهي اشتراكية مهذبة وتقوم على تمثيل الشارع وليس الحزب الواحد. وقال «أتصور أن السياسة الفرنسية القادمة سوف تشارك العالم في الضغط على سوريا ولن تغير من سياستها تجاه هذا الموضوع، حيث ان الاشتراكيين لم يستلموا السلطة منذ 17 عاما ولهذا ستكون مواقفهم مؤثرة وفعالة». وبالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط ستكون أكثر قربا من القضايا الفلسطينية، حيث ان المواقف الاشتراكية لم تكن مساندة للعديد من المسائل الإسرائيلية في المحافل الدولية. أما الدكتور صالح المانع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، فقال «سعدت كثيرا بفوز هولاند، حيث ان حزبه الاشتراكي سيكون أكثر دعما للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية حيث انه من المعروف عن الاشتراكيين أن قراراتهم مستقلة». وأضاف قائلا انه لا يعتقد أن السياسة الفرنسية ستكون بعيدة عن السياسة التي اتبعها ساركوزي في تعاطيه للملف السوري ودعم الثورة السورية. وأوضح أن العلاقات الفرنسية العربية وخاصة مع المملكة ستنتهج نفس السياسات السابقة التي تتميز بالاحترام وتبادل المصالح المشتركة. وأفاد أن أمريكا هي أكثر الدول تضررا من وصول هولاند للسلطة لأن حلقة التنسيق بين السياسة الأمريكية والسياسة الفرنسية ستكون مفقودة، لأن الاشتراكية في فرنسا كانت دائما قراراتها مستقلة ولا تذعن للضغط الأمريكي. وذكر المانع أن السياسة الاشتراكية في فرنسا سوف تركز على الشأن الداخلي الفرنسي أكثر من السياسات الخارجية وسوف تتأثر العلاقات الفرنسية الأوروبية من خلال تركيز فرنسا مستقبلا على تنمية ودعم الصناعات والصادرات الفرنسية التي قد تؤثر على مثيلاتها في القارة الأوروبية.