في تقرير الشرق الذي نشر يوم الجمعة الماضي بحسب شهود ومصادر مختصة عن تفاصيل جديدة بخصوص مأساة حريق بقيق، والذي أوضح أن التيار الكهربائي بقي سارياً بالسلك الهوائي الذي أصابه الطلق الناري من قبل أحد المبتهجين بالفرح، مما تسبب في الحريق والصعق الكهربائي لستة رجال حاولوا فتح البوابة المتصلة بالسلك مما جعل الجهد الكهربائي البالغ 13 ألف فولت يتخذ من أجسادهم موصلاً للأرض، فأصبحت البوابة المتصلة بالكهرباء مصيدة للنساء الفارات من الحريق وللمسعفين من الرجال الحاضرين. شركة الكهرباء حتى إعداد هذا المقال لم اقرأ لها أي تعليق، وفضلت خفض رأسها حتى مرور العاصفة، علما بأنها تلعب الدور الرئيس في تحمل المسؤولية كون أنظمة الحماية لديها لم تعمل بالشكل الصحيح، فتيار يتدفق بأكثر من المعتاد (current overload) كان يجب أن تعمل القواطع في قطع التيار الساري بالموصلات تلقائياً وعلى الفور، لتحسسها بأن حالة مما يسمى بال short circuit قد حدثت، ولو فرضنا أن الحماية الآلية بالشركة كانت بدائية أو لا تعمل، فلماذا لم تتحرك فرق الطوارئ بشركة الكهرباء التي كما هو معلوم مرتبطة مع عمليات الإسعاف والدفاع المدني لتقطع التيار يدوياً ولا تترك للناس كل هذا الوقت حتى اضطروا لفتح ممرات في السور الخارجي؟ شركة الكهرباء التي تعلق أسلاكها ذات الضغط العالي فوق منازلنا وفي شوارعنا بكل قرانا ومحافظاتنا البعيدة بدلا من دفنها كيابل أرضية من أجل اختصار تكاليف مشروعات خطوط النقل، قد تكون مستعدة لدفع جميع الديات لذوي الضحايا التي لن تكلفها ثمن (محول) قرية عين دار، ولكنها لن تكون معذورة باستهتارها بأرواحنا في شبكتها المتهالكة غير المأمونة ولا مبالاتها، التي برزت أولى علاماتها في صمتها حيال حادثة عين دار المأسوية كل هذا الوقت.