في عالمنا العربي، ضاع الواقع في المجاز، وطغى التلميح على التصريح، فترى الحلول والأفكار عند أهل الخبرة -من كل فنٍ- كالمفاتيح، لها صناديق عند أهل القرار، هي في حكم المحجور عليها، ومن الطريف: أن هناك منظمات أو مشروعات أسماؤها أكبر منها، وهناك مشروعات كبيرة لم تحظ باسم لائق، لأن الأسماء شيء، والأفعال شيء آخر، وقد تنبه لذلك الشاعر الأندلسي أبو بكر بن عمار إذ قال «مما يزهدني في أرض أندلسٍ * أسماء معتضدِ فيها ومعتمدِ * أسماء مملكة في غير موضعها * كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ».