يتزايد عدد اللاجئين في مخيمات غرب بورما التي يصلون إليها وهم يحملون قلقهم بدون غذاء أو مياه أو أدوية هربا من أعمال العنف التي يشهدها بلدهم. وتلوح بوادر كارثة إنسانية بينما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 110 آلاف شخص نزحوا منذ أعمال العنف الأولى في يونيو بين البوذيين والمسلمين في ولاية راخين على الحدود مع بنغلادش، و فرَّ ثلث هؤلاء خلال مواجهات الأيام الأخيرة. ومعظم النازحين من أقلية الروهينجيا المسلمة المحرومة من المواطنة والتي تعتبرها الأممالمتحدة من الأقليات الأكثر اضطهادا في العالم، بينما ينظر إليها كثير من البورميين نظرة عدائية ولا تعترف بها السلطات كأقلية. وحتى أفراد أتنية الراخين البوذية الذين يتمتعتون بحرية الحركة، جائعون. وقالت بي ما ثين التي تنتمي إلى الراخين ونزحت لتلجأ إلى دير بوذي «ليس لدينا ما يكفي لنأكل». وأضافت أن «المسؤول أعطانا إناء من الأرز لكن ليس لدينا أوان ولا أطباق. ليس لدينا أي شيء. كل ما نحاول أن نفعله الآن هو البقاء». وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن الوضع يمكن أن يتفاقم وأعلنت هذا الأسبوع أن «المخيمات المكتظة أصلا تجاوزت قدراتها في المكان والإيواء والتموين الأساسي مثل الغذاء والمياه». وأضافت أن «أسعار المواد الغذائية تضاعفت في المنطقة وليس هناك عدد كاف من الأطباء لمعالجة المرضى أو الجرحى». وفي مخيمات الروهينجيا يعم البؤس. وبعد عقود من أشكال مختلفة من الاضطهاد وقيود في قطاعي الصحة والتعليم، جاءت أعمال العنف الأخيرة لتنسف كل أمل.