محسن الشيخ آل حسان لأول مرة في حياتي أدخل أسواق تويتر وفيس بوك -أسوة بسوق عكاظ- والفرق بين الثلاثة، أن سوق عكاظ يدخله الجادون والمثقفون والأدباء والشعراء والمؤلفون والفنانون لعرض حصادهم ومؤلفاتهم ودواوينهم وكتبهم وباختصار إبداعاتهم التي تفيد الجميع، بينما سوقا تويتر وفيس بوك فأجمل لقب أقدمه لهما (سوق واقف – تويتر- وسوق المقاصيص – فيس بوك) وأحد المغردين في سمائهما (حراج ابن قاسم) الشهير في مدينة الرياض. فقررت أن أدخل هذين السوقين اللذين أطلق عليهما روادهما (الهايد بارك) البريطانية حيث يتمكن الإنسان أن يقول ويفعل ويعرض ما يشاء وينتقد ويشتم ويصف الفضائح ويرمي بالتهم جزافاً على الجميع. الكبير في نظرهم صغير بحجم (النملة) لأنه لا يحرك ساكناً وليس لديه حساب في تويتر ليشتم وينتقد أي شيء، والصغير عملاق بحجم الفيل، ما دام يشتم ويلعن ويهاجم المثقفين والعلماء والشعراء والأدباء، كلهم مرتزقون خونة! عملاء لأنهم يكتبون عن ذلك النظام (الديكتاتوري) بأنه نظام صالح! جميع السياسيين في نظرهم حثالة مفسدون، وعودهم أكثر من أفعالهم (يقولون مالا يفعلون). بضائع وهدايا مجانية تعرض في سوقي «واقف» و»المقاصيص» -أقصد تويتر وفيس بوك- والبطل الذي تغنى ببطولاته جميع من في السوقين، أصبح اليوم (جباناً – حقيراً – خائناً) لأنه لم يشتم قيادته أو حكومته أو وطنه وشعبه. والرجعي المتخلف والمتطرف بالأمس هو أسطورة من أساطير البطولات التاريخية لأنه انتقد في تغريدته فلاناً وشتم علاناً وفضح الجامعة الفلانية (بالاختلاط) وهاجم الدولة الفلانية بالسفور لقيادة نسائها الدراجات والسيارات والطائرات. في نظري ونظر الكثيرين أن هناك (إيجابيات جمة) لا حصر لها من تويتر وفيس بوك، على أقل تقدير هما نافذتان نطل من خلالهما على العالم أجمع ونلتقي بشباب وشابات من جميع الثقافات والحضارات واللغات والعادات والتقاليد والأديان. ولكن ما يحز في نفسي أن أجد شاباً أو شابة سعودية تعيش في رفاهية وفي أمن وأمان وفي ظل قيادة حكيمة تتأثر بحدث بسيط لأحد الأشخاص أو الأماكن في العالم، فتكتب هي أو هو: «يا ليتني كنت هندياً!»؛ لأن أحد الهنود من بين (مئات الملايين بل آلاف الملايين حقق إنجازاً ما). وآخر يتمنى أن يكون (مسيحياً – أستغفر الله) لأن أحد المسيحيين أخبره أن المسيحية معناها: (حرية بلا قيود)، مع أن المسيحية معناها في الإنجيل: دين الإعلان، أي يعلن الإله مجده فقط، (المصدر: القديس العجائبي). وأخيراً هناك من تمنى أن يخرج من بلاده السعودية ويعيش في جزر الواق واق، وبهذه الأمنية فإنه يشرفني أن أرصد (مليار دولار نقداً) لمن يرشدني إلى هذه الجزر على خارطة العالم! لذا أخي المواطن، أختى المواطنة، لاحاجة لك أن تتمنى أن تكون هندياً أو مسيحياً أو تعيش في جزر الوهم، لأنك ولدت وترعرعت وتعلمت على هذه الأرض الطيبة: المملكة العربية السعودية -أرض الحرمين الشريفين- وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، التي يتمنى (الملايين) من جميع أنحاء العالم أن يكونوا من مواطنيها ويحملون (بطاقة الأحوال التي تحمل السيفين والنخلة وأمنيتهم الوحيدة أن يكونوا مكانك الآن: سعودي.. وتفتخر!