أمريكا: قلب العالم. أمريكا بداية الأشياء، وآخرها. أمريكا: أم الدنيا. أمريكا: منظومة الإعلام الجديد. أمريكا: الإنترنت، وتويتر، وفيس بوك. أمريكا: القوة الطاغية التي تدمدم بالعصر الرقمي. أمريكا باعثة الديمقراطية، في الشرق الأوسط الجديد، عبر آليات وتقنيات رقمية، ما خطرت على قلب بشر...! البلاغة الجديدة التي تبشر بها الولاياتالمتحدة هي: الهيمنة، والتفكيك، والانتشار. أمريكا لم تنجح في السيطرة على العالم - بما فيه هذا الشرق المطعون - فحسب، بل نجحت في جمع الدول تحت مظلتها، وتحريكها تحريكا يلائم الفكر الأيديولوجي الحديث، الذي تقوده أمريكا. هكذا هي أمريكا إذن. إنها أم الإعلام الجديد. أمنا نحن الفقراء الضعفاء إلى الله، الذين يعيشون على فتات موائد الإنترنت الأمريكي، وتويتر الأمريكي، وفيس بوك الأمريكي، وبعض الشبكات الاجتماعية الأخرى. يسيل الإنترنت الأمريكي. يسيل العصر الرقمي الأمريكي بالمعلومات. طوفان في أثر طوفان. فلا تصلنا منه إلا قطرات. قطرات فقط. قطرات مستّنا، فصحونا. كنا في عالم النرجسية، وعبادة الذات، ووأد البنات. فانتقلنا درجة واحدة (أو نصف درجة) إلى أفق ثري، نرى منه نورًا جديدًا. هل كنا بحاجة إلى الإنترنت: إلى تويتر، وفيس بوك، وأخواتهما كي نصحو قليلا؟ أو حتى كي نحلم قليلا؟ لقد صارت لنا - سيداتي سادتي- أحلام. أصبحنا شعراء. فتحنا كتاب البلاغة الأمريكي. بلاغة الإعلام الرقمي، فإذا بكتاب مفتاح البلاغة للسكاكي تطير منه السطور وتقفز الكلمات من صفحاته إلى وديان بعيدة. وإذا بالنحو "ج" الذي عانينا منه على مدى سنوات، يسقط سقوطا مروعا. وإذا بالإنسان منا يصحو على معارف جوفاء، كان يقتات عليها، وكانت تشكل وجدانه وحياته...! هل كنا بحاجة إلى الإعلام الأمريكي الجديد: كي نفهم معنى البلاغة الجديدة: بلاغة الإعلام الرقمي...؟ لقد أدرك الغرب الأمريكي أن الإعلام الجديد لا يصنع بنفسه شيئا. ولكنه إذا وضع في المكان الصحيح، ووجد استجابة من كائنات فيها بقية من حياة، فإنه آنذاك يبدأ في العمل. لقد صحونا، وبأيدينا أدوات جديدة: تويتر، وفيس بوك. بدأنا نلتفت يمنة ويسرة. ونكتب كلاما: نريد أن نعيش، نريد خبزا. نريد أن نقول: لا، مرة واحدة. وتكون: لا. وتعني: لا، أمام الجبروت والطغيان، وبخاصة أمام الجبروت الإسرائيلي وبني صهيون!! ------------ (*) باحث في الإعلام الرقمي [email protected] @walharthi