ثلاثة احتلالات تلتقي في بلوشستان الواقعة شمالي بحر العرب والمقسمّة بين إيران وباكستان وأفغانستان. وتتقاسم بلوشستان الغربية والأحواز هموم الاحتلال الأجنبي الإيراني. كما تتقاسمان الأهميّة الجيوستراتيجيّة بإطلالتهما على مضيق «باب السلام». وبمساحتها البالغة 181،600 كلم2 تعد بلوشستان الغربيّة ثالث أكبر محافظة فيما تسمّى بجغرافيّة إيران، ويبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، يتعرّضون إلى أبشع أنواع الاضطهاد القومي والديني على حد سواء. ويرى الباحثون أن «غالبيّة البلوش هُم من السلالة العربيّة القحطانيّة والعدنانيّة وبعضهم من العرب البائدة». ونفذّت إيران حكم الإعدام ضد ثلاثة مواطنين بلوش الأحد الماضي في أحد السجون بمدينة «زاهدان عاصمة الإقليم الغربي. وأفادت مصادر حقوقيّة أن أحد الشهداء «عبد الباسط ريغي»، اعتقل قبل ثلاث سنوات لنشاطه على شبكة الإنترنت وفضحه الجرائم ضد الإنسانيّة المرتكبة من الاحتلال الإيراني ضد أشقائه البلوش، وقضي 11 شهراً في الزنزانات الانفرادية تعرّض خلالها إلى أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي. وشهد الإقليم الجمعة الماضية عمليّة استشهاديّة (رعد1) استهدفت قوّات الباسيج الإيرانيّة وتبنّتها «حركة الأنصار» البلوشيّة، صرعت اثنين من الباسيج وجرحت ستة آخرين بالقرب من قاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني. وتفيد مصادر أن الحركة تنتمي إلى جماعة «جند الإسلام» البلوشية، أسّسها وترأسها الشهيد «عبدالمالك ريغي»، أعدمته إيران قبل عامين. وفي حين منعت السلطات الإيرانية الشيخ البلوشي «مولوي عبدالحميد» من السفر إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج بسبب انتمائه القومي والديني، أعلن موقع «زاهدان برس» الذي تشرف عليه الحكومة الإيرانيّة أن الاستشهادي يُعاني من الجهل الديني وتعرّض إلى غسيل دماغ شديد على يد المجموعات الوهابيّة!. وبذلك يتقاسم البلوش حتى التهم الواهية مع أشقائهم الأحوازيين.