يحرص عديد من الأندية السعودية على التفاعل مع ما يدور حولها بمشاركتها في الأنشطة الاجتماعية والخيرية، ولكن اللافت للنظر أن هذه المشاركة لا تتفاوت من نادٍ لآخر ولا تكون بنفس الصورة التي يتطلع إليها المجتمع، إذ أنها وحسب مراقبون تأتي متباعدة وفي مناسبات معينة دون أن تكون طوال الموسم على غرار ما تفعله الأندية الأوروبية التي تضطلع بأدوار كبيرة في المجتمع سواء بدعم الجمعيات الخيرية أو تبني بعض القضايا الاجتماعية والمشاركة في مكافحة عدد من الأمراض القاتلة مثل السرطان والإيدز. المسؤولية الاجتماعية لا ينكر أحد الدور الذي تقوم به إدارات الأندية السعودية تجاه المجتمع، ومثال على ذلك استحداث إدارة نادي الهلال لإدارة متخصصة مستقلة للمسؤولية الاجتماعية في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة، وتضطلع هذه الإدارة بمهام كبيرة في تنظيم وتوثيق الأعمال التطوعية والخيرية والاجتماعية داخليا وخارجيا، وتفعيل دور النادي اجتماعيا وثقافيا، إضافة إلى تنمية الحس الاجتماعي لدى منسوبي النادي الأمر الذي يعكس الوجه الحقيقي للرياضة السعودية. ولم يقتصر هذا الاهتمام على نادي الهلال فقط، بل كان لعدد من الأندية الأخرى مثل الاتحاد والأهلي والنصر والشباب بصمتهم تجاه المجتمع، ومن أبرز مبادرات هذه الأندية في الأعوام الأخيرة المشاركة في الحملة الشعبية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الصومالي وكذلك دعم حملة إغاثة الشعب الباكستاني، والتبرع بنسبة 25% من دخل المباريات طوال الموسم للجمعيات الخيرية، والوقوف مع عدد من قدامى اللاعبين في أزماتهم المالية، بجانب المشاركة في الحملات التي تطلقها بعض الجهات الحكومية والخاصة التي تهدف إلى توعية المجتمع والشباب على وجه الخصوص بالأخطار التي تواجهه مثل حملات التوعية المرورية ومكافحة المخدرات. قصور كبير ورغم كل الجهود والمبادرات للأندية في خدمة المجتمع، إلا أن بعض المراقبين يرون أنها مازالت مقصرة في دورها، منتقدين ما سموه بالدور السلبي للأندية الرياضية تجاه المجتمع، معتبرين أن مسمى «نادي ثقافي اجتماعي رياضي» لا وجود له على أرض الواقع، مؤكدين أن هذه المبادرات تكون في أحيان كثيرة من أجل الدعاية وكسب مزيد من الزخم الإعلامي، مستدلين على ذلك بأن الأندية لا تظهر وجهها الاجتماعي إلا في مناسبات محددة وليس طوال العام كما تفعل الأندية الأوروبية. واعتبر أحد الناشطين في الجمعيات الخيرية ويدعى نايف الشمري أن الأندية لم تقم بدورها على الوجه الأكمل في المجتمع، وقال: لا أرى أي دور اجتماعي وخيري للأندية سوى استقبال بعض ذوي الإعاقة مجانا في المباريات أو زيارة بعض اللاعبين لمراكز التأهيل والمستشفيات فقط، وهذا ليس كافيا ولا يرتقي لما يمكن ن نطلق عليه مشاركة اجتماعية أو دعماً حقيقياً، وتساءل: ما هي الفائدة من زيارة اللاعبين للمستشفيات على سبيل المثال والتقاط الصور مع الأطفال أو المرضى أو أصحاب الاحتياجات الخاصة دون أن يواكب ذلك دعم مادي أو التبرع بجزء من عقده لجهة خيرية أو اجتماعية كما نراه من اللاعبين والأندية العالمية. ويتفق الناشط في الجمعيات الخيرية مقرن العنزي مع ما ذهب إليه الشمري، مؤكدا أن مشاركة الأندية في العمل الخيري والاجتماعي غير كافية، مشيرا إلى أن اللاعب السعودي لديه الإمكانات المادية ولكننا نادرا ما نشاهده يدعم أو يشارك قفي حملة لجمع التبرعات للجمعيات الخيرية مثلما هو حال نجوم العالم، مشددا على ضرورة تفاعل اللاعبين مع كل ما يحدث حولهم لأنهم قدوة ومثال للاعبين الصغار. ثلاث صور للاعبي الهلال والاتحاد والنصر في مبادرات خيرية مختلفة (الشرق)