.مدخل : يقول صلى الله عليه وسلم : (( ما نقص مال عبد من صدقة ،، بل يزيده بل يزيده )) إن ما أقدمت عليه الإدارة الهلالية من إنشاء إدارة مستقلة للمسئولية الاجتماعية لهو خطوة جبارة وغير مسبوقة في تاريخ الأندية السعودية حيث ذكر الخبر ما نصه قرار إدارة نادي الهلال إنشاء إدارة «المسؤولية الاجتماعية» بالنادي كأول ناد سعودي وعربي يؤسس هذه الإدارة ويهتم بالمجتمع بشكل رسمي حيث تُعنى إدارة المسؤولية الاجتماعية بتنظيم وتوثيق الأعمال التطوعية والخيرية والاجتماعية لهذا العام والأعوام القادمة داخلياً ودولياً وتفعيل دور النادي اجتماعياً وثقافياً, والذي يُعد جزءاً من المجتمع لخدمة الدين والمليك والوطن وفق رؤية منهجية وبرامج اجتماعية وتنمية مستدامة تعكس الصورة الحقيقة للمجتمع السعودي المسلم داخلياً ودولياً, حيث تسعى الإدارة الهلالية لتنمية الحس الوطني والاجتماعي ليعكس الوجة الحقيقي للرياضة والرياضيين من خلال نادي الهلال . هذا السبق والتميز الأزرق المعتاد في مثل هذه المناسبات يجب أن يقرن كذلك بتميز عال بالعمل في هذه الإدارة لينعكس هذا التميز في تطبيق أنشطة متميزة للمسئولية الاجتماعية من قبل كافة الأندية السعودية لتصبح فعلاً واقعاً داخل هذا المجتمع الذي يعتبر القطاع الرياضي أكثر القطاعات احتكاكاً به. من المهم بداية أن تًقدم برنامج المسئولية الاجتماعية من خلال هذه الإدارة بصورة متميزة وعلمية لتصبح أكثر فعالية، حيث عُرف مفهوم المسئولية الاجتماعية ( CSR ) في الكثير من المؤسسات والقطاعات التجارية على أنه تقديم الدعم المالي للجمعيات الخيرية فقط ، وحيث إن هذا الفهم رغم أهميته وحاجته إلا أنه فهماً قاصراً لمفهوم المسئولية الاجتماعية وقد يكون سبباً في قصور وتحجيم لمهام كثير من إدارات المسئولية الاجتماعية أو لجانها كما حدث مع اللجنة المشكلة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم التي لم تستطع أن تقدم أي خطة عمل منذ إنشائها لكون الفهم للمسئولية الاجتماعية انحصر فقط على تقديم الدعم المالي للجمعيات الخيرية فقط . علمياً تُقدم المسئولية الاجتماعية على أنها التزام من قبل المؤسسات والمنشاءات التجارية والحيوية على القضاء أو تخفيف الآثار الضارة على المجتمع مع العمل على تعضيم الأثر الإيجابي لها وعلى مدى طويل . وترتكز المسئولية الاجتماعية على عدة أبعاد رئيسية وهي: بعد اقتصادي ، قانوني ، أخلاقي ، و البعد الاجتماعي والخيري. ولكون نادي الهلال يمثل قطاعاً مختلفاً عن أي قطاع تجاري، يجب أن يقدم نشاط المسئولية الاجتماعية بشكل مختلف وبمفهوم خاص يتناسب مع النشاط الذي يقوم به وأن يكون هذا المفهوم المطبق من قبل إدارة الهلال هو الأساس الذي تنطلق منه كافة المؤسسات الرياضية ( أندية ، اتحادات ) في تقديم أنشطة المسئولية الاجتماعية. فالمفهوم المقترح في هذه المقالة يرتكز على ثلاثة أبعاد رئيسية للمسئولية الاجتماعية فقط وهي: المسئولية الاجتماعية تجاه الأنشطة الخيرية والإنسانية ، المسئولية الاجتماعية تجاه منسوبي النادي ( لاعبين ، موظفين ، وغيرهم ) ، وأخيراً المسئولية الاجتماعية تجاه جماهير النادي ومتابعيه . حيث إن آلية العمل لإدارة المسئولية الاجتماعية يجب تتمحور حول الأبعاد الثلاثة أعلاه وأن تكون كذلك مقياساُ لتقييم نجاح العمل في إدارة المسئولية الاجتماعية، بحيث لا يكون نشاط هذه الإدارة أموالاً فقط تدفع للجمعيات الخيرية والإنسانية مع تجاهل أو تأخير للمستحقات المالية للاعبي النادي ومنسوبيه، أو القصور في إيجاد بيئة عمل داخل النادي تكون دافعة للنجاح والتميز. وفي جانب تفعيل البعد الآخر من المسئولية الاجتماعية تجاه جماهير ومتابعي النادي، حيث يتم ذلك من خلال حث منسوبي النادي في المشاركة والتفاعل الإيجابي وإظهار صورة النادي في برامج توعوية وإرشادية أو المشاركة في حملات من هذا النوع مقدمة من أطراف أخرى حكومية كانت أو غيرها نحو توجيه شباب المجتمع للمشاركة بأمور تعود بالنفع عليهم. بهذه المقالة أتمنى أن أكون وفقت ولو بالقليل من المشاركة أو المساهمة مع ما يطمح له الفريق الهلالي من القيام به بتقديم المسئولية الاجتماعية بأحسن صورها، وأن تكون هذه الإدارة المنشأة انطلاقة لباقي الأندية السعودية للاهتمام بالمشاركة والمساهمة في أنشطة اجتماعية تعود بالنفع على كافة أطياف المجتمع، وأن يكون الهلال مثالاً رائعاً في تقديم صورة الأندية الرياضية في أجمل صورها.