منذ أن تبلورت فكرته الأولى عبر اقتراحٍ للقاص حسن دعبل سنة 1426ه ومهرجان الدوخلة يكبر بخطوات ثابتة، تحوّل من خلالها من فلكلور شعبي بسيط إلى أن وصل على يد الأستاذ حسن طلاق لمهرجان وطني ثقافي كبير، ومع أن المهرجان الذي يأتي سنوياً مع عيد الأضحى قد بدأ بفكرة متواضعة لم تكلّف القائمين عليها سوى سبعة آلاف ريال، تم صرف معظمها على هدايا للأطفال إلا أنه يقف –الآن- بميزانية تقدّر بالملايين، وبكادر بشري يتجاوز الألف متطوّع ومتطوّعة، ليستقبل هذه السنة (حسب التوقعات) بقرية سنابس في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف قرابة نصف مليون زائر من مختلف أنحاء المملكة وخارجها، سيفدون للتعرّف على الموروث الشعبي الخليجي الذي لا يكاد يعرفه كثيرون من أبناء هذا الجيل. الآن، ومع نجاح مهرجان الدوخلة سنةً بعد سنة أعتقد أنه أصبح من الضروري الحديث عن الدعم المنتظر له حتى يقف على أرجل من حديد، ويفتح أبوابه لحلم كبير بمهرجان وطني يضمّ إلى هويته البحرية بقيّة الفنون والفلوكلورات الثانية من مناطق المملكة المختلفة تحت سقف واحد. وفي الحقيقة، إنه لمن الضروري -حتى لا ينكفئ المهرجان على نفسه- أن تحضر الثقافات المتنوّعة جنباً إلى جنب مع ثقافة الخليج! دون تهديد للهويات الوطنية الأخرى، وتصييرها لثقافة أحادية، الأمر الذي يلغي -بطبيعة الحال- لمكوّنٍ أساسيّ من مكوّنات الوطن، وهو التنوع. وكل عام والوطن مظلة للجميع.