تشهد جزيرة تاروت (محافظة القطيف)، استعدادات متواصلة، لإقامة النسخة السادسة من مهرجان «الدوخلة التراثي»، الذي يقام على مدى سبعة أيام متتالية، اعتباراً من 9 من شهر ذو الحجة المقبل، بمشاركة نحو ألف متطوع ومتطوعة، يقدمون 25 فعالية وتنطلق فكرة المهرجان من عادة شعبية قديمة منتشرة في سواحل الخليج العربي، إذ يقوم الأطفال بزرع نباتات سريعة النمو (القمح أو الشعير)، في سلال مصنوعة من الخوص، ليلقوها يوم عيد الأضحى في البحر أو عيون المياه، وهم يرددون أرجوزة شعبية، تتمنى كلماتها عودة الحجاج إلى ديارهم سالمين. وتواصل اللجان المشرفة على المهرجان، عقد اجتماعاتها، لتكون نسخة هذا العام «حلقة أخرى في سلسلة النجاحات المتسارعة التي حققها المهرجان خلال سنواته الخمس السابقة»، بحسب قول المشرف العام على المهرجان حسن آل طلاق. ويشارك في هذه الاجتماعات التي تعقد في مقر لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في سنابس، مشرفو اللجان، لمناقشة فعاليات هذا العام، والاستفادة من التجارب السابقة، من أجل أن «يظهر المهرجان بصورة مشرفة، ويحقق أهدافه، ويكون الوجهة السياحية الأبرز في المنطقة الشرقية خلال عيد الأضحى». واستقطب المهرجان الذي يقام بالتعاون مع بلدية محافظة القطيف، عشرات الآلاف من الزوار، من المواطنين والمقيمين القادمين جميع مناطق المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي. وفاق عدد زوار المهرجان الخامس 174 ألف زائر. ويتميز المهرجان بتنوع فعالياته وبرامجه وأنشطته، التي تتلاءم مع مختلف فئات المجتمع. ودعا آل طلاق، مشرفي اللجان إلى «بذل المزيد لمواجهة تحديات الوقت، مقارنة في حجم المهرجان، الذي يقام هذا العام، على مساحة 40 ألف متر مربع، وتبلغ موازنته المتوقعة ثلاثة ملايين ريال». ويشتهر «الدوخلة» باستقطاب المتطوعين من الجنسين، الذين يعملون في جميع أنشطة المهرجان، بقسميه النسائي والعائلي. كما يتميز بالقرية التراثية التي تقام على مساحة ثلاثة آلاف متر. وتُبنى بواسطة المتطوعين، بكلفة تصل إلى 250 ألف ريال. وتحوي ذكريات من عبق ماضي المنطقة بكل تفاصيله الدقيقة، من البناء وطرق التشييد والحرف، ووسائل العيش والأدوات والمقتنيات التراثية المختلفة.