العيد وأفراحه ولياليه الملاح لا يرتبط عند السعوديين بيوم العيد الحقيقي بل يرتبط بآخر أيام التشريق وبدء مغادرة أفواج ضيوف الرحمن بطمأنينة وسكينة وهدوء. في السعودية بالذات لا يتوقف العيد عندنا على يوم العيد بل يمتد ثلاثة أيام لتكتمل السعادة عند كل سعودي بدءاً بالقيادة التي تولي موسم الحج جل اهتمامها لنصل ذروة السعادة ونحن نودع الحجاج العائدين إلى بلادهم محملين بالذكريات الجميلة عن الأماكن المقدسة وعن السعودية كوطن تهفو إليه الأفئدة وتطمئن له القلوب من شتى بقاع المعمورة. لو عملنا رصدا توثيقيا دقيقا سنجد أن وزارة الصحة كمثال تضع كل طاقاتها الطبية والفنية والإدارية تحت أعلى ضغط عملي في هذه الفترة بالذات ولو وقفنا بصدق وأمانة على جهود وزارة الداخلية سنجد طوابير من رجال الأمن منتشرين في المشاعر المقدسة لا تغمض لهم جفون من أجل راحة وسعادة الحجاج ولو استعرضنا جهود بقية القطاعات لتأكد الجميع أن موسم الحج يعني الشيء الكثير لكل سعودي يفخر بخدمة ضيوف الرحمن ويسعى لراحتهم لكي يؤدوا نسكهم في جو مفعم بالطمأنينة والهدوء والسكينة والوقار، رغم محاولات حجاج بعض الدول تسييس هذه الشعيرة الدينية وإفساد هذا الجهد الكبير، ولكن النوايا في الأخير تسير لصالح العمل الخالص لوجهه الكريم ” ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ” . في كل موسم حج نخرج بنسب عالية من النجاح ويتحقق حلم وأماني قيادة هذه الأرض الطيبة وتغمرنا سعادة العيد وسعادة راحة الحجاج فيحف المولى عزّ وجلّ بلادنا بالخير الوفير والنعم التي لا تحصى ” ولئن شكرتم لأزيدنكم” فلله الشكر والمنة على عيدنا المرتبط بنجاح الحج وراحة الحجيج ولله الفضل من قبل ومن بعد.