الاستعدادات الكبيرة، والجهود الجبارة التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتسهيل مهمة الحاج في المشاعر المقدسة، وانتقاله من مكان إلى آخر بكل يُسر وراحة تبعث على الاطمئنان والتفاؤل، بأن موسم حج هذا العام لن يقل في نجاحه عن موسم حج العام الماضي -بإذن الله وتوفيقه- لجهة التطوّر الكبير الذي تم إحرازه على صعيد توسيع دوائر الخدمات المقدّمة لضيوف الرحمن، وما تم إنجازه من مشاريع وخطط تهدف جميعها إلى توفير كل ما يحتاجه الحاج من خدمات وتسهيلات، كي يؤدي الفريضة في أجواء روحانية مثالية من الهدوء والطمأنينة والسكينة. وما توسعة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وشق الطرق والأنفاق، ومشروع توسعة المسعى، وكذلك استكمال مشروع جسر الجمرات التاريخي إلاّ نماذج حية، وشواهد صادقة على هذه الجهود الطيبة. لعلّ أهم ما يلفت النظر في الإعداد الجيد لمواجهة تحديات الحج هذا العام، ما وفرته المملكة من آليات وخطط لمواجهة وباء أنفلونزا الخنازير المتفشي في العالم من خلال الإجراءات الصحية الوقائية، والعلاجية، والتوعوية المتكاملة، وتجنيد الأطقم الطبية الكافية إلى جانب توفير اللقاحات والفحوصات اللازمة، وأيضًا اتخاذ الإجراءات الضرورية والاحترازية في مواجهة أي احتمال من قِبل أي فئة تحاول تعكير أجواء الحج من خلال رفع شعارات سياسية، أو إثارة النعرات الطائفية؛ بهدف شق الصف الإسلامي، أو العبث بأمن الحجيج، ومحاولة تعكير أجوائه الإيمانية. ما أبداه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية من مشاعر الارتياح والسعادة الغامرة خلال جولته على المشاعر المقدسة أمس الأول للإنجازات الكبرى، والمشاريع العملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمشاعر المقدسة، وأنفقت عليها بسخاء في سبيل تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، يؤكد على أن الشعار الذي ترفعه المملكة ملكًا وحكومةً وشعبًا في موسم الحج كل عام : «خدمة الحجيج شرف ومسؤولية وأمانة»، يمثل خطة عمل يلتزم بها الجميع، ويعمل على ترجمتها على أرض الواقع بكل تفانٍ وإخلاص، تطلعًا لنَيل رضا الله عز وجل، وطمعًا في أن يحتسب هذا العمل في ميزان حسناتهم.