أعلن الموفد الدولي - العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في القاهرة أمس أن النظام السوري ومسؤولين من مسلحي المعارضة وافقوا على هدنة خلال عيد الأضحى الذي يبدأ غداً الجمعة ويستمر أربعة أيام. وفيما أشار الإبراهيمي إلى أن السلطات السورية ستصدر بياناً بذلك بحلول اليوم على الأكثر، أعلنت دمشق أن «الموقف النهائي» بخصوص إعلان الهدنة سيصدر اليوم بعد أن يدرس من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، بينما قال «الجيش السوري الحر» إنه سيوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى في «حال التزام النظام بذلك أولاً»، مشككاً في الوقت ذاته في التزام السلطات السورية بالهدنة. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي أمس في الجامعة العربية مع أمينها العام الدكتور نبيل العربي والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، إنه تم الاتصال بعدد من زعماء المجموعات المقاتلة والأطراف الأخرى داخل سورية ومعظمهم قَبِلَ وقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى، مضيفاً: «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة، فإننا نأمل بأن نتمكن من البناء عليها من أجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن، ويكون هذا جزءاً من إطلاق عملية سياسية متكاملة». ولم يذكر الإبراهيمي وقتاً محدداً لوقف إطلاق النار، لكنه قال إن دمشق ستعلن موافقتها يوم أمس، أو اليوم الخميس. ولا تشمل مبادرة الإبراهيمي خططاً لإرسال مراقبين دوليين للإشراف على وقف القتال. وأشار المبعوث الدولي إلى أن وقف العنف خلال العيد قد يكون بداية لسلام يمكن أن يستمر لفترة أطول. وأطلع الإبراهيمي مجلس الأمن امس على حصيلة جولته التي استمرت 11 يوماً وشملت دمشق والمنطقة. وقال المبعوث الدولي لأعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية أن الأسد قبل هدنة خلال عيد الأضحى. وتهدف هدنة الأضحى إلى ترسيخ وقف إطلاق النار في حال طبق من اجل بدء حوار سياسي للخروج من الأزمة. لكن في انتظار ذلك تواصل حصيلة القتلى ارتفاعها متجاوزة يومياً المئة قتيل. وفي 12 نيسان (أبريل) الماضي بقي وقف إطلاق النار الذي اعلن بمبادرة من كوفي أنان، سلف الإبراهيمي، والذي اعلن الطرفان موافقتهما عليه حبراً على ورق وتم خرقه في غضون ساعات رغم أن حدة المعارك تراجعت بعض الشيء آنذاك. وقال العربي إنه ناقش خلال لقائه أمس لجنة حكماء العالم برئاسة جيمي كارتر ورئيسة وزراء النرويج السابقة جرو هارليم وأول رئيسة لجمهورية إرلندا ماري روبنسون في حضور الإبراهيمي، العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في السودان وجنوب السودان وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وأضاف العربي أنه تم الحديث عن زيارة الإبراهيمي الأخيرة لدمشق، واصفاً الحديث عن تلك الزيارة بأنه كان واضحاً وصريحاً ومفيداًَ. ولكن وفي تصريحات تشير إلى أن المسؤولين السوريين ما زالوا يدرسون الوضع على الأرض وتأثير الهدنة على المعارك المحتدمة حول المدن الاستراتيجية، بخاصة حلب وإدلب وحمص ودمشق، قالت الخارجية السورية إن القادة العسكريين في سورية يدرسون اقتراح الإبراهيمي بوقف إطلاق النار. وجاء في بيان الخارجية السورية «ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، مضيفاً «سيصدر الموقف النهائي يوم الغد (اليوم) بخصوص هذا الموضوع». وقرار الهدنة حساس لطرفي الصراع، بخاصة في هذا التوقيت، إذ فقد الجيش السوري السيطرة على أجزاء من البلاد ويعتمد على القوات الجوية في الحد من تقدم مقاتلي المعارضة وتنفيذ هدنة قد يساعد المقاتلين المعارضين على تحقيق تقدم ملموس على الأرض إذا لم يلتزموا أيضاً بالهدنة. وأعلن «الجيش السوري الحر» انه سيوقف إطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى في حال التزام النظام بذلك أولاً، بحسب ما أفاد احد القادة العسكريين لهذا الجيش فرانس برس. وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال هاتفي «سيوقف الجيش السوري الحر إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك»، مشككاً في أن تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار حتى لو أعلنت ذلك. وأضاف «كذب النظام مرات عدة في السابق. من المستحيل أن يطبق الهدنة حتى لو قال انه سيفعل». وقال ناطق باسم «كتيبة المصطفى» التي تعد من الأكثر حضوراً في الغوطة الشرقية بريف دمشق لفرانس برس عبر سكايب «أي هدنة تلك التي ستطبق وطائرات الميغ لا تهدأ من القصف؟ أي هدنة والمجازر لا تعد ولا تحصى؟ أي هدنة والشهداء تأتينا بالمئات؟».